اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2021-09-29 16:07:01
شارع جانبي بمنطقة «السيل» في أسوان، بات منذ سنوات ملاذا آمنا للآلاف من مرضى القلب وأسرهم الوافدين من أقصى الشمال إلى الجنوب، جاءوا إليه مهرولين تتضارب داخلهم مشاعر بين الخوف والأمل، يجدون فيه المنقذ الوحيد والمعالج للحالات المستعصية والطبيب الإنسان، لا يطرق أحد بابه إلا وقد عاد مجبورًا.
يقع مركز «مجدي يعقوب» لأمراض وأبحاث القلب داخل المستشفى الجامعي في أسوان، الذي زارته «الوطن» قبل عامين، في الواجهة، أحاديث جانبية بين أهالي المرضى المنتظرين موعد الزيارة بالخارج تختلط ببعضها البعض منهم من جاء من الشمال مسافرا قاصدا هذا المكان دون غيره ومنهم من يسكن أطراف المحافظة، أحدهم ارتفع صوته وهو يتحدث في هاتفه المحمول، بنبرة تعكس ما بداخله من مشاعر أمل رغم الخوف على والده الراقد بالداخل: «إحنا لفينا مستشفيات كتير وقالولنا الدكتور مجدي يعقوب هيعالجه بإذن الله».
عائلات تأتي من الشمال إلى الجنوب للعلاج
الرجل الأربعيني الذي جاء من الشمال وتحديدا من محافظة الشرقية، تحدث لـ«الوطن»، عن رحلة بحثه التي ترجع لشهور طويلة عن علاج لوالده في عيادات الأطباء في محافظتهم وفي العاصمة أيضا، إلا أنّهم وبعد سعي وفحوصات طبية عدّة، استقروا على مركز الدكتور مجدي يعقوب بأسوان: «والدي بيعاني من مشاكل في القلب من فترة طويلة، ودكاترة كتير نصحونا نيجي هنا، والحمدلله بيطمنوني عليه والناس هنا مش مقصرة أبدا».
على يسار البوابة المؤدية إلى المركز، وقفت الأم صفاء حمدي، سيدة أربعينية، بصحبة ابنتها التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها، تردد دعاءً مستمرا لا ينقطع لعمها، الذي انتقل إلى المركز قبل 3 أيام فقط إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة.
السيدة التي جاءت قبل موعد الزيارة المقرر في الخامسة عصرا، تترقب بلهفة لحظة فتح بوابة الدخول، جاءت من مدينة إدفو الكائنة في شمال أسوان للاطمئنان على عمها ومساندة أبنائه، وفي حديثها وصفت المعاملة في المركز بأنّها «الأفضل على الإطلاق» فلا مجال للوساطة أو الإهمال في حق أحد المرضى.
«الحمدلله عمل قسطرة في القلب وبيطمنونا عليه أول بأول».. استكملت السيدة الأسوانية حديثها، معتبرة مركز الدكتور مجدي يعقوب هو الأمل لمن استعصت حالته من مرضى القلب، حسب تعبيرها.
صفاء: مفيش واسطة والكل بيتعامل باحترام
6 أشهر كاملة قضتها «أمل محمد» بصحبة زوجها بين عيادات أطباء القلب، بحثا عن تشخيص نهائي لحالة زوجها الذي داهمه التعب فجأة، ورغم بعد المسافة بين العاصمة وأسوان، استقرت الأسرة على السفر أملا في الشفاء، فاتخذوا قرارهم وجاءوا إلى هنا: «لقينا المكان زي ما سمعنا عنه من الناس بالظبط، احترام وأحسن استقبال واهتمام طبي كبير»، حسب تعبيرها.
استقر التشخيص النهائي لحالة زوج السيدة القاهرية على إجراء عملية قلب مفتوح، وفي حديثها أكدت أنّ الإجراءات كلها كانت تسير بسرعة واهتمام كبير: «هنا محدش بييجي وبيرجع من غير حل وحقيقي المركز بينقذ حياة عائلات كاملة».
علاج المريض والأدوية الخاصة به وإقامة أحد المرافقين له، خدمات يقدمها المركز لزائريه مجانا بالكامل، لا فرق هنا بين موظف بسيط ومهندس أو طبيب، الكل يلقى ترحابا شديدا من العاملين في المكان الذي أضحى أحد معالم محافظة أسوان، لا وساطة في القبول أو العلاج يوفر عمليات جراحية مختلفة في القلب بواسطة «البروفيسور» كما يلقبه الجميع، وفريق متخصص من أطباء وطاقم تمريض جميعهم يعملون على مدار اليوم لراحة المرضى وطمأنة قلوب ذويهم.
درجات سلم قليلة يقطعها زائر الصرح الطبي الكبير إلى المدخل ليجد في استقباله إداريون على درجة عالية من التعاون يرشدون الداخل إلى حيث مقصده، رائحة التعقيم تفوح بأرجاء المكان، هدوء تام يسيطر على المركز الذي ينقسم إلى أقسام مختلفة رعاية مركزة للأطفال ورعاية للكبار وقسم فندقة أطفال وفندقة كبار لقضاء فترة النقاهة به، إلى جانب قسم رعاية قسطرة القلب والعيادات الخارجية وقسم للبحث العلمي وغرفتين للعمليات وغرفتين للقسطرة.
غرفة للعب للأطفال المرضى لدعمهم نفسيا
اكتست ألوان القسم الخاص بالرعاية المركزة للأطفال بألوان مبهجة من أجل الصحة النفسية للمرضى به وذويهم المصاحبين لهم، إلى جانب حالة البهجة التي يشعر بها المار في هذا الدور خصصت إدارة المركز غرفة للعب والترفيه للأطفال المرضى تحمل اسم غرفة اللعب أو playing room.
داخل غرفة اللعب يقضي عشرات الأطفال المرضى ساعات من أوقاتهم للترفيه بمصاحبة أمهاتهم، وضعتها الإدارة للتخفيف عنهم، هنا ارتفعت ضحكات أحدهم في لحظة فرح عاشها بصحبة والدته وأحد أفراد التمريض، وهنا أيضا تعلمت الأمهات إرشادات توعية للتعامل الصحيح مع أطفالهن عقب إجراء العملية من خلال اللوحات الإرشادية المعلقة بالحجرة.
«كيفية تعقيم ببرونات الأطفال وطرق العناية بالجرح».. نموذج للوحات إرشادية معلقة داخل غرفة اللعب لتعليم الأمهات المصاحبين لهم، كيفية التعامل الصحيح مع الطفل عقب إتمام عملية جراحية، حرصت إدارة المركز على وضعها من أجل رعاية متكاملة للأطفال وضمان عدم تعرضهم لأي عدوى أو ميكروب.
بعيدا عن الإرشادات الطبية ورائحة الدواء والتعقيم، تفوح جدران الغرفة ذات الألوان المبهجة والألعاب المتناثرة في أركانها، برائحة براءة الأطفال المرضى الذين قرروا التعبير عن مشاعرهم للدكتور مجدي يعقوب على طريقتهم الخاصة، فكتبوا له بأصابع أناملهم الصغيرة، خطابات حب، ورسومات تعبر عما بداخلهم ناحيته، معلقين كل هذا على لوحة مثبتة بأحد الجدران: «شكرا للبروفيسور..شكرا للإنسان الطيب».
المركز يستقبل حالة مرضية من أفريقيا كل شهر.. وبعثات طبية للتدريب
بالتزامن مع اليوم العالمي للقلب، حسب ما أعلنت الصحة العالمية، بات مركز مجدي يعقوب للقلب، ليس فقط ملاذا آمنا لمرضى القلب في أنحاء الجمهورية، بل أيضا لكثير من المرضى في قارة أفريقيا، فهو يستقبل شهريا حالة مرضية من إحدى دول القارة السمراء تتلقى علاجها بالكامل حتى الشفاء والعودة إلى حيث جاءت، حسب ما أكد مسؤول بالمركز رفض ذكر اسمه، وذلك بالتنسيق مع جمعية سلاسل الأمل الخيرية والتي أسسها البروفيسور في إنجلترا.
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق
مصدر الخبر