يلا خبر | رحيل مفاجئ لوكيل نيابة شاب بأسيوط بعد زفافه بشهر.. «لو مُتّ ادعوا لي» – حوادث

الساعة تُشير إلى السابعة من مساء يوم الجمعة 27 أغسطس الماضي.. بهندام معتاد وابتسامة عريضة كان الشاب «علي محمد إدريس»، وكيل نيابة قسم أول سوهاج، وابن أعرق عائلات قرية بني عديات بأسيوط، على أهبة الاستعداد لتلقي المدعوين لحفل زفافه الضخم على طبيبة من مركز القوصية، أنشأ «جروب» على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، للمدعوين من أصدقائه وأقاربه وزملاء عمله ودراسته، أعلن فيه سروره بحضورهم حفل زفافه، وأرفق معه رقمه الشخصي.

حفل زفاف

استقبل مدعويه وابتهجوا معا، ورقص مع عروسه، ثم غادرا القاعة قاصدين منزل الزوجية، تحيط بهما دعوات الأحبة بالذرية الصالحة والعيش السعيد.. ومساء الجمعة الماضية، جاءت الريح بما لم تشته سفينة «علي» ولا زوجته.. فقد أُصيب بأزمة قلبية مفاجئة، داهمته ومعها شبح الموت المفاجئ، ليختطف هذا الشاب بغتة دون سابق إنذار.. وحلّت الكآبة على عش زوجية كان يشرع في تكوينه، شيعته أسرته أيضا كما شيعوه من قبل.. لكن هذه المرة إلى المقابر والنوم الأبدي، تحيط به دعوات بالرحمة والمغفرة، ولزوجته بالصبر والسلوان على فقدان الزوج والصديق.

أزمة قلبية

مصدر مقرب من عائلة وكيل النيابة الفقيد، قال إنه كان فى شقته، وأُصيب بأزمة قلبية مفاجئة، وفارق الحياة على إثرها الحياة، وأُعلنت وفاته، وشيع إلى مثواه الأخير في جنازة مهيبة شارك فيها آلاف المواطنين من قريته وعموم محافظة أسيوط، ووارى جثمانه الثرى بمقابر الأسرة. 

وأضاف: «يعرف عن الفقيد وأسرته التمسك بحفظ كتاب الله، حيث كان الفقيد من حفظة القرآن الكريم، كما قضى والده جُلّ عمره في الدعوة حيث كان مبعوثا للأزهر الشريف في سلطنة بورناي لمدة طويلة، وكان سفير بورناي بالقاهرة دائم الزيارة لمنزل أسرة الفقيد عرفانا بدور والده التعليمي بالسلطنة».

نشأته

وُلد الفقيد في محافظة أسيوط، وتخرج في معهد فؤاد الأول الثانوي الأزهري، ثم التحق بكلية الشريعة والقانون، وبعد الانتهاء من الدراسة حصل على الماجستير في القانون الخاص، وبعدها التحق بالعمل فى النيابة العامة، وصولا إلى عمله وكيلا للنائب العام بنيابة قسم أول سوهاج، حتى وفاته، والفقيد هو أوسط 3 أبناء لوالديه، وتوفي والده قبل عدة سنوات.

الوصية الأخيرة

وفي جولة على حساب الفقيد على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، كتب الفقيد قبل أسبوع من اليوم، منشورا كأنه يخطُ وصيته الأخيرة لأحبته؛ وقال: «إن نمت وغابت النون فالدعاء وصية بيننا».

حالة حزن

آلاف الحسابات على مواقع التواصل الإجتماعي تداولت صور الفقيد، وشاركت المنشور الذي نشره قبل أسبوع، يطلب فيه الدعاء إن مات، وصاحبت صورته خلال منشورات رواد المواقع عبارات النعي والدعاء له بالرحمة، والعزاء لعروسه وأسرته.