يلا خبر | الإمام البخاري.. ذكرى وفاة أمير المؤمنين في الحديث وسيد المحدثين – مصر

«الإمام البخاري» يعتبره كثير من المسلمين أعلم أهل الأرض بالسنة، كما وصفه الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، بأنه «أميرُ أُمَراء صَنْعَة الحَدِيث، وسيدُ المحدثين، إمامُ زمانه، لم يُرَ فيه مثله في علم الحديث والأهلية والفهم فيه»، هذا الإمام الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الأربعاء 1 سبتمبر، قد ناله في الآونة الأخيرة مناوشات ذهبت هباء منثورا أمام علمه، كما انتصر القضاء لاجتهاده برفض دعوى تطالب شيخ الأزهر بتصحيح كتاب البخاري، فضلا عن أن مشيخة الأزهر أعلنت التخطيط لإنشاء مركز الإمام البخاري.

ذكرى وفاة الإمام البخاري

وفي ذكرى وفاة الإمام البخاري لن يقتصر التقرير التالي على مجرد سرد لسيرته الذاتية، ولكن سيتطرق أيضا لمواقف عدد من المسؤولين والعلماء إزاء الهجوم عليه وعلى اجتهاده العلمي، وفيما يتعلق بملامح من سيرته فإن الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى ورضي عنه، قد ولد في 13 شوال 194 هـ الموافق 20 يوليو 810 ميلاديا، وتوفي في الأول من شهر شوال 256 هـ، الموافق 1 سبتمبر 870 م، حيث نزل إحدى قرى سمرقند فمرض وتوفِّي بها، ويعرف كونه أول من وضع في الإسلام كتاباً مجرّداً للحديث الصحيح، فضلا عن كونه أوّل من ألّف في تاريخ الرجال.

السيرة الذاتية للإمام البخاري

واشتهر الإمام البخاري بكتاب الجامع الصحيح المعروف باسم «صحيح البخاري» والذي يعد أوثق الكتب الستة الصحاح كما وصف كونه أصح الكتب بعد القرآن الكريم، إذ مكث في جمعه وتصنيفه زهاء 16 عاما جمع خلالها نحو 600 ألف حديث، وبالعودة لنشأته يتبين أنه عاش يتيما واستمع لقرابة ألف شيخ، كما لقّب بأمير المؤمنين في الحديث، خاصة وأنه قد تتلمذ عليه كثير من كبار أئمة الحديث كمسلم بن الحجاج وابن خزيمة والترمذي وغيرهم.

شيخ الأزهر

ومن بين السهام الطائشة التي حاولت النيل من علم الإمام البخاري دعوى قضائية بإلزام شيخ الأزهر بما يزعم صاحب الدعوى «تنقية وتنقيح كتاب صحيح البخاري»، إذ قضت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، بعدم قبول الدعوى التي حملت رقم 47133 لسنة 64 قضائية، واختصمت شيخ الأزهر بصفته، وأصدرت محكمة القضاء الإداري حكمها بعدم قبول الدعوي لانتفاء القرار الإداري، وأنّ موقف شيخ الأزهر سليم قانونا.

مركز البخاري

وخلال لقائه السفير آيبك عارف عثمانوف سفير أوزباكستان بالقاهرة، أعلن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن المشيخة تخطط لإنشاء مركز الإمام البخاري في إطار العمل على إحياء تراث المسلمين العريق، لافتا إلى أنه زار مركز الإمام البخاري في أوزباكستان، وأنه وسيكون هناك تواصل مستمر بين المركزين، وأعمال مشتركة، وتبادل الباحثين والأعمال العملية في مجال الفكر الإسلامي.

دار الإفتاء

وفي معرض دفاع دار الإفتاء المصرية عن الإمام البخاري قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، الذي أستدل بشهادة خصومه عنه مشيرا إلى أن الأئمة الشاهدين له كانت لهم معه مواقفُ قطيعةٍ وخصومةٍ أدت إلى خروجه من بلده، فلم يمنعهم ذلك من قول الحق والشهادة له بالتفرد والأهلية، «وهذا يقطع كل شبهة ويرد كل تشغيب، وبذلك يكون الطعن في الإمام البخاري خروجًا عن المسلك العلمي، وشذوذًا عن المنهج الإسلامي» حسب تعبير المفتي.

وكشف الدكتور شوقي علام أن أعداء الإسلام قد كثفوا عبر القرون محاولاتهم اليائسة للطعن في نقلة الحديث النبوي ورواة السنة النبوية الشريفة، يريدون التوصل بذلك إلى الطعن في السنة وإسقاط المصدر الثاني للشريعة، وواصل بقوله: فحسبنا الله ونعم الوكيل في كل جاهل سفيه يطعن في أئمة المسلمين وعلومهم ودينهم، وعلى المسلمين جميعهم أن يتكاتفوا للدفاع عن أئمتهم وعلمائهم ضد هؤلاء المفسدين، وأن يأخذوا على أيدي المغرضين، الذين يتكلمون فيما لا يحسنون، ويهرفون بما لا يعرفون، والله تعالى كفيل بهم، مبطلٌ لكيدهم، وسيذهبون كما ذهب غيرهم، وسيبقى الإمام البخاري رحمه الله تعالى ورضي عنه جبلًا شامخًا، ومنارَ هدًى، وعلامةً فارقة في تاريخ الأمة وعلومها وتراثها؛ مصداقًا لقول الحق جل شأنه وتبارك اسمه: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾ [الرعد: 17].