يلا خبر | محمد كمال المصرى.. «شرفنطح» الفن الذى مات وحيدًا – فن وثقافة

جسد نحيل، وقامة قصيرة، ووجه نحيف تزينه «أنف ضخم وعيون ماكرة وشارب حائر» حول شخصية صاحبه الذي تشعر معه أحيانًا بأنه «مكار» وأخرى «كوميديان» وتارة «مغنواتي»، جميعها سمات جعلت من الفنان محمد كمال المصري الشهير بـ«شرفنطح» أحد أشهر وجوه السينما المصرية التي نجحت في تأدية الأدوار الثانوية خلال القرن الماضي.

135 عامًا على ميلاد الفنان محمد كمال المصري «شرفنطح» 

بأحد حواري شارع محمد علي، ولد محمد كمال المصري «شرفنطح» يوم 11 أغسطس من عام 1886، والذى «تسرّب» عشق الفن إلى قلبه وهو طفلًا صغيرًا، وتمنى يومًا أن يصبح مثل الشيخ سلامة حجازي، وبمجرد أن شّب عوده، هرول إلى أستاذه ليتعلم أصول «الكار» وأصبح عضوًا في فرقته المسرحية، يقف على خشبة المسرح يغني و«يُسلطن» الجمهور، ويُلقي بالكوميديا بسلاسة لينتزع ضحكات من حوله.

قدم «شرفنطح» ما يقرب من 45 فيلم

«شرفنطح»، اسم الشخصية التي برع محمد كمال المصري في تأديتها بإحدى مسرحياته من خلال فرقته الخاصة التي جاب بها أقاليم مصر، ونافس بها «كشكش بيه» التي تعد من أنجح شخصيات نجيب الريحاني، وبعد حل الفرقة المسرحية لـ«شرفنطح» انضم إلى فرقة الريحاني الذي لازمه سنوات طويلة.

وفي الوقت الذي بدأ يتجه فيه نجيب الريحاني إلى السينما، لم يتخلى عن «شرفنطح» الذي رفض في البداية العمل بالأفلام باعتبارها «كار غير كاره» ولكن الريحانى أقنعه، معددًا له أهمية المشاركة بالسينما التي تختلف عن المسرح، وبالفعل وافق «شرفنطح» بعدما اشترط عليه الريحاني بأن ينسى تمامًا سلامة حجازي وأن يُظهر موهبته التمثيلية الحقيقية.

شارك محمد كمال المصري «شرفنطح» مع نجيب الريحاني في عدد من الأفلام التي بدأت بـ«سلامة في خير» عام 1937 وجسّد خلاله شخصية الأستاذ بيومي مرجان، وفيلم «سي عمر» عام 1941 وجسّد شخصية جميل بيه، وفيلم «أبو حلموس» عام 1947 ولعب شخصية غبريال أفندي.

توفى وحيدًا داخل منزله متأثرًا بمرض الربو

ما يقرب من 45 فيلم سينمائي شارك فيها محمد كمال المصري «شرفنطح» كان أخرها فيلمي «عفريتة إسماعيل ياسين» و«حسن ومرقص وكوهين» عام 1954، ليبتعد بعدها عن عالم الفن ويتوارى عن الأنظار داخل منزله المتواضع بأحد الأحياء، ليفضل الوحدة خصوصًا وأنه لم يُرزق بالأبناء، وظل سنوات يعاني من مرض الربو الذي بدأ يأكل في جسده النحيل، وفي روحه التي عانت من غياب سؤال الأصدقاء.

وفى يوم 25 أكتوبر من عام 1966 توفى الفنان محمد كمال المصري «شرفنطح» عن عمر ناهز الـ80 عامًا وحيدًا داخل منزله ولم يكتشف جيرانه الأمر إلا بعد عدة أيام، حيث ذهب أحد أفراد النقابة ليقدم له المعاش الشهري الذي كان يتحصل عليه، بدأ يطرق على بابه ولكنه لم يرد، واضطر إلى سؤال أبناء الحارة «عم شرفنطح فين؟» ليتلقى الإجابة «البقية في حياتك.. مات من فترة».