يلا خبر | خبير أثري يستعرض تاريخ مقابر «دشاشة» ببني سويف ووضعها على الخريطة السياحية

كشف الدكتور محمد ابراهيم محمد الخبير الأثري بوزارة السياحة والآثار المصرية، عن الاثار التي الموجودة في الجانب الجنوبي الغربي من محافظة بني سويف بحوالي 25 كم والمعروفة باسم مقابر دشاشة، وقال ان تلك المقابر تعود إلى نهاية الأسرة السادسة من عصر الدولة القديمة، وقد قام العالم الانجليزى فلنلدر بتري في عام 1898 اثناء زيارته للمنطقة بعمل حفائر بالموقع وقام بنشر تلك المقابر، ثم جاءت البعثة الاسترالية في بداية التسعينات من القرن الماضي بالعمل بالمنطقة وإعادة نشر تلك المقابر، وذلك بإشراف عالم الأثار المصري الأسترالي نجيب قنواتي.

كما قام وزير الىثار المصرية بزيارة إلى المنطقة الاثرية منذ عامان وقامت وزارة السياحة والأثار بالتعاون مع محافظة بني سويف بالاهتمام بالمنطقة وتطويرها وفتحها للزيارة، وتم تمهيد الطرق وتوصيل الكهرباء للموقع لكي تُضاف منطقة أثار دشاشة للمقاصد السياحية والأثرية بمصر.

وقال أن وزير الاثار الدكتور الدكتور خالد العنانى، زار المنطقة، مع محافظ بنى سويف الاسبق المهندس شريف حبيب، وغير خط سير الجولة خصيصا لزيارة مقبرتى إنتى وشدو، اللذان يعودان إلى عصر الدولة القديمة، ووجه الوزير بإقامة المرافق والخدمات حول المقبرتين بإنشاء حجرة لمفتشي الآثار وأخرى للتذاكر، وبالفعل تم بنائهما، عن طريق التنسيق بين الوحدة المحلية لسمسطا، وإدارة تنشيط السياحة، وهناك اهتمام كبير من جانب محافظ بني سويف الحالي الدكتور محمد غنيم بالمنطقة الأثرية.

وتعد مقابر دشاشة بمركز سمسطا من المزارات الأثرية والسياحية بمحافظة بني سويف، وذلك نظراً لما تتمتع به من أهمية تاريخية فهي تمثل فترة هامة تطور فيها الفن المصري القديم، وبدأ حكام الأقاليم يتمتعو بنفوذ وسيطرة لم تكن لهم من قبل وبدأو ينحتون مقابرهم الصخرية في الأقاليم بعيدة عن سيطرة الحكومة المركزية في منف، وأصبح كل حاكم إقليم يسرد سيرته الذاتية بمقبرته في الإقليم الواقع تحت سيطرته.

وقال إن منطقة دشاشة بها مقابر أثرية وتعد مقبرة «نن خفت كا» من أهم المقابر الأثرية بالمنطقة والذي شغل وظائف هامة في عهد الأسرة السادسة في الدولة القديمة منها: المشرف على المهمات ( المبعوث الملكي) وكاهن الملك، المشرف على مدينة الماعز الجنوبية، وهي منطقة كانت تتبع قديمة اقليم «نعرت»، وأخذ لقب «المعروف لدى الملك، وقد عثرالعالم الإنجليزي بتري على التابوت الخاص به وكان منقوش عليه ألقاب آخرى منها: «المشرف على الحقول، والمشرف على مسجلي المحاصيل، والمشرف على كتبة الوثائق الملكية، وقائد أراضي إقليم نعرت الجنوبي».

وأضاف الخبير الأثري كما تعد مقبرتي إنتي وشدو أهم المقابر الموجودة بالموقع، حيث حوت تلك المقابرعلى مناظر هامة تمثل الحياه اليومية ومناظر عسكرية خاصة بالمصري القديم، ومن أشهر الشخصيات التي دُفنت بالمنطقة المدعو «إنتي» الذي كان يشغل وظيفة المشرف على مهمات إقليم «نعرت» أي إقليم الشجرة، وشغل أيضا وظيفة المشرف على كل الحصون الملكية، وشغل وظيفة حاكم المقاطعة وأخذ لقب «المعروف لدي الملك وهو لقب شرفي ساد في تلك للفترة، وتزوج من المدعوة» مريت مين، كما يعتبر المدعو» شدو«من الشخصيات الهامة التي دُفنت بالمنطقة حيث تقلد وظائف هامة في نهاية عصر الدولة الحديثة منها: حاجب القصر الملكي، والمشرف على الحقول، وتلقب بالسمير الوحيد للملك.

أما عن التخطيط المعماري لمقبرة «إنتي» فهي عبارة عن مقبرة منحوتة في الصخر مع إضافة مباني من الحجر في واجهة المقبرة مايشبه المصطبة، وأشهر المناظر والنقوش المسجلة على مقابر دشاشة، ولفت إلى أنه تعد مقابر دشاشة من المقابر الهامة التي تعود لنهاية الدولة القديمة ( الفترة مابين منتصف الإسرة الخامسة حتى الإسرة السادسة)، والتى قام المصري القديم بتسجيل مناظر ونقوش تنتمي لمدرسة منف الفنية ومن أهم هذه المناظر: مقبرة إنتي: من أهم المناظر بالمقبرة ذلك المنظر الوارد على مقصورة المقبرة الذي يمثل منظر إقتحام الجيش المصري لإحدي الحصون الأجنبية الأسيوية، وورد على الحائط الشرقي جنوب المدخل منظر يمثل زوجة صاحب المقبرة، وعلي الحائط الجنوبي تم تمثيل صاحب المقبرة مع زوجته، وعلي الحائط الغربي تم تسجيل منظر إحضار الماشية بواسطة رجلين، ومنظر إخر لصاحب المقبرة مع زوجته وإبنته، ثم منظر لصاحب المقبرة في منظر إبحار على قارب.

وبالنسبة للمناظر الواردة على الجدار الشمالي فيوجد منظر قي صيد ثم منظر جمع نبات البردي وصناعة قارب، ثم منظر عجل صغير يرضع من أمه، ومنظر أخر لصيد الأسماك بواسطة مجموعتين من الرجال. وقد ورد على مقصورة المقبرة منظر لصاحب المقبرة وزوجته يستقبلان أفراد العائلة والقرابين المختلفة.

وقال إن مقبرة شدو: يظهر صاحب المقبر بالهيئة الرسمية على الحائط الجنوبي للمقبرة مرتدياً الشارات الرسمية والصولجان، ثم منظر صيد الأسماك بواسطة صاحب المقبرة، وتم تسجيل منظر لإعداد الطعام على الحائط الغربي، وقد تم تسجيل منظر قيام صاحب المقبرة بالصيد في الأحراش على الحائط الجنوبي.