يلا خبر | مقبرة «شرمبيل».. كلمة السر في وفاة شقيقين عطشا بصحراء سوهاج – المحافظات

رغم أنهما اقتربا من نهاية عمرهما، حيث أن أحدهما في العقد الثامن والآخر في العقد التاسع، إلا أن حلم الثراء لم يفارق الشقيقين، اللذين ذهبا في رحلة بلا عودة، للبحث عن مقبرة «شرمبيل» الأثرية، في المنطقة الجبلية بقرية «البلابيش»، بدائرة مركز دارالسلام، جنوب شرق محافظة سوهاج، لينتهي الحلم الأخير للشقيقين بوفاتهما جوعاً وعطشاً في صحراء سوهاج.

قصة مقبرة «شرمبيل» رواية أقرب إلى الخيال

يتناقل السكان في منطقة دارالسلام، وخاصة في قرية البلابيش، أن هناك مقبرة فرعونية في الصحراء، تسمي مقبرة «شرمبيل»، وتلك المقبرة عثر عليها عدد من المواطنين، وبها كنوز أثرية لا تُقدر بثمن، ويتردد بين الأهالي أن عدداً كبيراً من أهالي المنطقة تمكنوا من الوصول إلى المقبرة، وأصبحوا من الأثرياء، بعدما أخذوا منها ما يستطيعون حمله من الكنوز.

الرواية التي تتردد بين سكان المنطقة، حول مقبرة «شرمبيل»، أقرب إلى روايات الأساطير والخيال، حيث تفيد بأن الوصول إلى تلك المقبرة يكون سيراً على الأقدام، وأنها تقع في المنطقة الجبلية شرق قرية البلابيش، وأن من يصل إليها لا يستطيع أن يأخذ منها إلا ما يستطيع حمله فقط، حتى أن الدواب لا تستطيع الوصول إليها، نظراً لوعورة المنطقة، ووجود مرتفعات ومنخفضات بها، وتلك هي الرواية التي يتناقلها السكان منذ سنوات.

البحث عن الكنز في صحراء سوهاج

أحدث ضحايا مقبرة «شرمبيل»، هما «مدحت»، البالغ من العمر 73 سنة، وشقيقه الأكبر «الأمير»، 81 سنة، كانا على موعد مع السراب، بعد أن صدقا الروايات التي يتناقلها الأهالي أباً عن جد، ورغم أنهما لا يقويان على السير في المناطق الوعرة، إلا أنهما قررا البحث عن تلك المقبرة المزعومة، واكتشاف الكنز، طمعاً في الثراء.

خرج الشقيقان في العاشر من رمضان الماضي، بعد ـن حملا ما يستطيعان حمله من ماء وخبز ناشف، وانطلقا في الصحراء، للبحث عن مقبرة «شرمبيل»، لكنهما لم يعودا إلى ديارهما مرة أخرى، حاول أقاربهما العثور عليهما في الصحراء، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، وتيقن الجميع أن مكروهاً قد حدث لهما.

مرت الأيام والليالي على الشقيقين في صحراء سوهاج، دون أن يتمكنا من العثور على الكنز، فقررا العودة قبل أن ينفذ ما معهما من مياه وطعام، ولكنهما بدلاً من أن يتجها إلى قرية البلابيش، ضلا الطريق في الصحراء، واتجها نحو محافظة قنا، إلى أن نفذ ما معهما من طعام ومياه، دون أن يتمكنا من العثور على أي معالم للحياة، فلقيا مصرعهما جوعاً وعطشاً في الصحراء، على حدود محافظة قنا.

عدد من أهالي المنطقة ممن يترددون على الصحراء، ولديهم خبرة بدروبها، عثروا علي جثتي الشقيقين في حالة تحلل، وأبلغا الشرطة التي حضرت إلى المنطقة، وتم نقلهما إلى مشرحة مستفى دارالسلام المركزي، وتم إخطار النيابة العامة، التي تولت التحقيقات واستكمال الإجراءات القانونية بشأن الواقعة.