يلا خبر | الاختيار 2 يوثق حكاية «اللي ضحى واللي خان» بليلة لم ينم فيها أهالي الدرب الأحمر – مصر
اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2021-05-10 00:24:20
أعاد مسلسل «الاختيار 2» في حلقته الـ27 مشاهد ليلة لم يذق فيها أهالي الدرب الأحمر النوم، حين شهدت المنطقة تفجير أحد الإرهابيين نفسه بعد أن حاول أمين شرطة اللحاق به والقبض عليه، بعد أن ارتكب عددًا من الجرائم ونفذ عدة تفجيرات في مناطق مختلفة في محافظتي القاهرة والجيزة، لتعود للأذهان ذكريات ليلة اكتشف فيها أهالي الدرب الأحمر أن الشاب الذي كان يعيش بينهم ليس إلا إرهابيا متخفيًا، ويتخذ من كمامته ستارًا لما يقوم به وينفذه.
شوارع ضيقة يتفرع منها حارات صغيرة، لا يتعدى عرض الواحدة منها أربعة أمتار، من بينها تلك الحارة التي تكاد الأنوف تشم من أبنيتها ومنازلها وبيوتها رائحة عبق التاريخ، تلك الحارة التي يتجمهر سكانها بجوار مسجد «الدرديري»، بينما تحاول أعينهم اختراق ذلك «الكردون الأمني» المفروض على جانبي منزل الإرهابي الذي فجر نفسه بمجرد اقتراب قوات الأمن منه ومحاصرته بعد رصده وملاحقته.
فيما يبدو كعادة أصبحت متأصلة في المصريين ولا سبيل لتغييرها، العشرات يتجمعون في مكان الانفجار، فيما تحاول قوات الشرطة تفريقهم وإبعادهم عن الطوق الأمني المفروض على منزل الحادث، فيبتعدون قليلًا، وما هي إلا ثوانٍ قليلةٍ ويعودون للتجمع والتجمهر مرة أخرى، وسط تعالي صيحات رجال الأمن «يا جماعة بعد إذنكم اللي ملوش لازمة يتفضل يمشي».
لحظات بطولة الشهيد محمود أبو اليزيد، أمين الشرطة، الذي ضحى بنفسه، وألقى بجسده على الإرهابي لحظة تفجيره العبوة الناسفة، كانت محور الحديث الدائر في تجمع أهالي المنطقة، حيث أشار شاهد العيان «رفض ذكر اسمه»، الذي يسكن بجوار مسجد الدرديري، في تصريحات لـ«الوطن»، إلى أن ما فعله «الشهيد أبو اليزيد»، أنقذ المنطقة من كارثة محققة، فلولا أنه تصدى للقنبلة بجسده لكانت الخسائر كبيرة.
سكان «الدرديري» يروون بطولة الشهيد أبو اليزيد: ألقى بنفسه فوق الإرهابي.. وكان هيعمل عمرة بعد أسبوع
https://www.youtube.com/watch?v=vXm10ziAEfY
عقب انقشاع الغبار والأدخنة التي أثارها انفجار القنبلة، وضحت الصورة أمام ساكن حارة الدرديري «شوفت على الأرض 3 جثث بعد الانفجار على طول»، إلا أن الخسائر لم تتوقف على خسارة الأرواح، فالمنطقة التجارية التي وقع بها الحادث تضرر فيها بعض واجهات المحلات التجارية، وتهدم جزءا من المنزل الذي وقع أمامه الانفجار، والذي أحدث صوتًا مدويًا اهتزت له البيوت القديمة في الحارة.
لم تكن البطولة التي قام بها الأمين الشهيد أثناء الانفجار هي الحسنة الوحيدة التي ذكرها أهل المنطقة له، فأول ما ردده سكان الشارع عنه أنه «كان أجدع أمين شرطة في المنطقة»، فالرجل الأربعيني، أحد أصحاب المحلات التجارية بالحارة القديمة، والذي رفض بدوره ذكر اسمه، ظهرت علامات الحزن على وجهه، بينما يحاول أن يغلب دموعه، بعد رحيل الشهيد أبواليزيد، وظل يترحم عليهد، الذي لا يتذكر له سوى مواقف طيبة جمعته به في منطقة الخدمة بالحسين، «كان فيه جدعنة ولاد البلد، وقالي قبل كدة إنه ساكن في إمبابة».
وفي ركنٍ منزوٍ من الحارة، وقف ذلك الشاب الثلاثيني، مستندًا إلى أحد الحوائط، فيما يبدو أنه بين اليقظة والحلم، بين الصمود والانهيار، بين تصديق ما تراه عينه وتسمعه أذناه وتكذيب الواقع الذي يحدث أمامه، يردد في صوت خافت «أبواليزيد استشهد.. اتكلموا عنه»، بينما تنهمر الدموع من عينيه بلا توقف، وكأنها تفيض من نبعٍ لا يجف ولا يتوقف.
أحمد سلَام، الذي يقيم في حارة «الدرديري» منذ ولادته، جمعته علاقة صداقة بأمين الشرطة الشاب محمود أبو اليزيد، والذي كان يخدم بقسم الدرب الأحمر، «مصدقتش إن محمود مات، كان أجدع وأحسن أمين شرطة في المنطقة كلها، لو مشيت دلوقت في وسط الناس، مش هتسمع كلمة واحدة وحشة في حقه، كله بيترحم عليه».
يروي «سلام»، أن أمين الشرطة، الشهيد، الذي قدم روحه دفاعا عن أهالي الحي، كان لديه 3 أطفال، ويعيش في حي إمبابة مع عائلته والدته وزوجته، مشيرًا إلى أن أهالي المنطقة كانوا يحبون الحديث معه، لوقوفه بجانبهم في كل وقت، «كان إيده نضيفة، وعمره ما افترى على حد»، بينما يستذكر مواقف «جدعنته» التي لم تنقطع حتى وفاته «كان بيقف جنب الناس في ضيقتهم، وساعات كان يطلع فلوس من جيبه يساعد الناس، في ناس كانوا هيتحبسوا بسبب ديون عليهم، هو دفعها لهم وأنقذهم من السجن».
https://www.youtube.com/watch?v=DjPCgBKeQk8
مفاجأة أخرى، فجرها «سلام» عن الشهيد «أبواليزيد»، الذي لا تجد أحدًا في محيط المنطقة، إلا ويترحم عليه، وهي إنه استشهد قبل أن يؤدي العمرة، «كان طالع مع والدته السعودية الجمعة الجاية، علشان يعمل عمرة»، مشيرًا إلى أن أصدقائه بقسم الدرب الأحمر في قمة الحزن على فقدانه: «حرفيًا أمناء الشرطة زمايله في قسم الدرب الأحمر بيبكوا عليه بدل الدموع دم».
والدة الشهيد أبو اليزيد: مش هنام غير لما تجيبلي حق ابني
ساد الهدوء لحظات بين المتجمهرين، ربما كانت تمهيدًا من القدر لتلك الصرخة التي شقّت عنان السماء، تنادي على الشهيد «أبو اليزيد»، والتي كان مصدرها والدته، التي وصلت إلى موقع الحادث رفقة زوجته، ويقضيا مدةً من الزمن داخل موقع الانفجار، فيما تمر اللحظات على الواقفين خارج «الكردون» الأمني كأنها سنوات، منتظرين رؤية الأم الثكلى والزوجة التي صارت أرملة، من أجل مواساتهما وتعزيتهما.
رسالة للرئيس عبدالفتاح السيسي، كانت أول ما تحدثت به والدة الشهيد محمود أبو اليزيد عقب خروجها من موقع الانفجار «دم ابني ميروحش هدر»، حيث طالبته بسرعة القصاص لابنها الشهيد، والذي استشهد في عمر لم يتجاوز الـ37 عامًا، تاركًا خلفه ثلاثة أبناء، قالت عنهم جدتهم «هيعملوا إيه بعد موت أبوهم؟ أنا عاوزة حق ولاد محمود».
الأم التي بدا عليها الثبات والجزع معًا، قصت آخر ما جمعها بابنها قائلةً: «امبارح طلعلي الباسبور عشان نطلع نعمل عمرة مع بعض، والنهاردة كلمني عشان الحاجة اللي هناخدها معانا للعمرة، ابني كان محبوب من الكل»، واحتسبته شهيدًا عند بارئه، إلا أنها أكدت أنها لن تنام حتى يعود حقه، ويهدأ دمه بالقصاص من قاتليه، في نفس الوقت الذي خرجت فيه زوجته منهارةً رافضة الحديث أو التصوير، بينما تسير بصعوبة بالغة، مستندة على أحد مرافقيها.
إرهابي «الدرب الأحمر»، الحسن عبدالله العراقي، والذي فجر نفسه في حارة “الدرديري”، بعد أن نفذ قبلها بعدة أيام قليلة لتفجير في ميدان الجبزة أمام مسجد “الاستقامة”، بمجرد أن تردد اسمه بين أهالي وسكان المنطقة، بعد الكشف عنه وعن شخصيته، حتى أصبح مركز الحديث بين أصحاب المحلات في الشارع، والمتجمهرين من أبناء الحارة في مكان الحادث.
جيران إرهابي «الدرب الأحمر» يروون قصته مع «العجلة» والكمامة: كنا فاكرينه ابن ناس
«كل يوم بيعدي راكب العجلة والشنطة على ضهره والكمامة على وشه وإحنا منعرفش إنه إرهابي»، كلماتٌ رددها شابٌ عشريني، وسط أصدقائه المتجمعين بجوار موقع حادث «الدرب الأحمر» في أثناء حديثهم عن الإرهابي، فذلك الشاب الذي يخرج يوميًا راكبًا دراجته، واضعًا حقيبته على ظهره، مخفيًا وجهه بكمامة يستخدمها الجميع لمواجهة العواصف الترابية، لم يتخيل شباب المنطقة يومًا أن يكون إرهابيًا تسبب في التفجير الذي وقع أمام مسجد الاستقامة منذ أيام قليلة «ده لسة معدي قدامنا هنا امبارح زي ما بيعدي كل يوم وعمرنا ما فكرنا إنه شايل قنابل في شنطته».
الشاب العشريني تبدو عليه ملامح مختلطة من الصدمة والتعجب والحزن والغضب، بينما يتحدث عن ذلك الإرهابي الذي استطاع أن يخدع كل سكان المنطقة بمظهره الذي بدا عليه أنه «ابن ناس» كما وصفه الشاب وأصدقاؤه «من لبسه والعجلة اللي بيطلع بيها كل يوم والكمامة وعدم اختلاطه أو كلامه مع حد مكانش ليه صحاب وكنا حاسين إنه عايش عيشة غير عيشتنا».
https://www.youtube.com/watch?v=I_jkbM7aVFU
«هو الواد اللي كان بيعدي من هنا كل يوم بعجلته؟!» هكذا وجه أحد الشباب المتجمعين السؤال لصديقه متعجبًا ومستنكرًا أن يكون إرهابي «الدرب الأحمر» مر من هنا، واختلط بهم وربما حادثهم يومًا ما، ليسير في طريقه، حاملًا قنابله في الحقيبة التي ترسو على ظهره، متوجهًا إلى مكان يترصده ليبيع نفسه للشيطان، ويرسل شهداءً أبرارًا إلى الجنة.
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق
مصدر الخبر