أخبار

يلا خبر | «أطباء بلا حدود»: الوضع بتيجراي الإثيوبي غير مطمئن وسكانه يعيشون في خوف – العرب والعالم

اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2021-05-07 14:31:46

نشرت منظمة أطباء بلا حدود تقرير بشأن سكان ريف تيجراي بإثيوبيا، وما يعانونه من آثار الأزمة والإهمال في المجال الإنساني، في ظل الصراع القائم منذ أشهر بين جبهة تحرير تيجراي والسلطة الفيدرالية الإثيوبية، بحسب التقرير الذي تنفرد «الوطن» بنشره.

سكان تيجراي يعيشون في خوف بعيدا عن أعين العالم الخارجي

وجاء في تقرير أطباء بلا حدود، أنه يعيش العديد من سكان تيجراي الذين لا يتجاوز عددهم ستة ملايين نسمة في مناطق جبلية وريفيّة، بعيدًا عن أعين العالم الخارجي.

ورغم عمل عدد من فرق المساعدة الإنسانية في المدن الرئيسة الواقعة في هذه المنطقة الشمالية الإثيوبية خلال الأشهر الأخيرة، فشلت المساعدات في الوصول إلى غيرها من المجتمعات النائية التي تأثرت بشدة من جراء النزاع.

ووفق التقرير، لم يتمكن الكثير من الناس من الحصول على الرعاية الصحية والخدمات الأساسيّة الأخرى خلال الأشهر الستة الماضية، وما زالوا حتى الآن يعيشون في حالة من الخوف.

سوء أوضاع المراكز الطبية في تيجراي

وعندما وصل فريق متنقل صغير تابع لمنظمة أطباء بلا حدود إلى أديفتاو لأول مرة في منتصف مارس، اكتشف تعرض المركز الصحي في المنطقة للنهب والتدمير الجزئي، حيث رُمِيَت الملفات الطبيّة والمعدات المحطّمة وعبوات الأدوية الممزقة بشكل عشوائي على أرضيات الغرف كافة، كما كانت الأسرّة خالية من المراتب ومن أي طاقم طبي عامل في المركز.

وتقع قرية أديفتاو في قلب النزاع الإثيوبي القائم حاليًا في إقليم تيجراي، وتبعد ثلاث ساعات من شمال أكسوم على طول الطرق الوحلية الجبلية.

ويقول تقرير أطباء بلا حدود، إن ما شهده الفريق لم يكن بالأمر الجديد بل عكس التجارب التي واجهتهم في معظم زياراتهم السابقة إلى أيّ مكان جديد في كافة أنحاء تيجراي، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

10 آلاف شخص يعيشون داخل قريّة أديفتاو أو بجوارها حرموا من رؤية الطبيب

وذكر تقرير أطباء بلا حدود أنه وفي الأشهر التي انقضت منذ نوفمبر، لم يتمكن 10 آلاف شخص يعيشون داخل قرية أديفتاو أو بجوارها من رؤية الطبيب أو الحصول على طلب إحالة إلى المستشفى للحصول على رعاية متخصصة.

وبعد فترة وجيزة من قيام فريق منظمة أطباء بلا حدود بتنظيف المركز الصحي وفتح عيادة متنقلة مؤقتة، حضر العشرات من الأشخاص الذين وصلوا من جميع أرجاء المنطقة.

وبالرغم من أن الأغلبية كن أمهات يحملن أطفالًا صغارًا على ظهورهن، أتى آخرون على غرار رجل مسن يجلس على كرسي خشبي مثبت على نقالة مرتجلة يحمله شابان، وبدا أنّه مصاب بالملاريا، كما وصلت العديد من النساء المسنات اللواتي يعانين من الأمراض المزمنة، ومع ذلك، لم يحصل الجميع على المساعدة حيث ركز الطاقم الطبي على الأطفال والحوامل والأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية طارئة.

وبعد حوالي ساعة من بدء عملية فرز المرضى، اضطر طاقم منظّمة أطباء بلا حدود إلى الإعلان عن توقف استقبال المرضى في ذلك اليوم، لأنّ الأطباء ببساطة لم يعودوا قادرين على رؤية أي شخص آخر في غضون الساعات الثلاث المخصصة لإجراء الاستشارات.

شيوخ المجتمع المدني: العنف أثر على الناس بشدة

وإلى جانب احتياجات الناس الصحية، أخبرنا شيوخ المجتمع في المنطقة أن العنف أثر على الناس بشدة، وكان الجنود لا يزالون يحتلون بعض المزارع، ومطحنة القرية غير صالحة للعمل، وشبكة المياه معطلة بعد أن أُطلق النار عمدا على مضخات الآبار.

ونتيجة لذلك، اضطر القرويون إلى المشي لساعات لإحضار المياه من النهر الذي يعد، حسب قولهم، مصدرًا للأمراض كالإسهال.

أكثر من 100 منزل قد تعرض للحرق أو تضرر نتيجة القصف

وخلال فترة زيارة فريق منظمة أطباء بلا حدود، كان أكثر من 100 منزل قد تعرض للحرق أو تضرر نتيجة القصف وغيره من أعمال العنف.

وبحسب المصادر، لقي العشرات من السكان مصرعهم أو فقدوا، ويُعتقد أن بعضهم ما زال يختبئ في الجبال.

وعاد بعض القرويين في الأسابيع الأخيرة ليجدوا أنه لم يعد لديهم سقف يأويهم لأن منازلهم متضررة، فضلًا عن انتقال ناس من مدن أخرى مثل هوميرا وشيراو في غرب المنطقة، للعيش فيها بعد أن أجبروا على الفرار من منازلهم.

انهيار النظام الصحي بالكامل في تيجراي

وقال منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود توماسو سانتو: عندما وصلنا إلى تيجراي في أواخر العام 2020، وجدنا أن النظام الصحي قد انهار بالكامل تقريبًا.

وأضاف: بمجرد أن قدمنا الدعم لمستشفيات المدن الكبيرة مثل أدبجرات وأكسوم وشاير، بدا ملحا الوصول إلى المناطق الأكثر عزلة حيث ترتفع احتياجات الناس الصحيّة.

وعلى مدى الأشهر الأخيرة، وسّعت فرق الطوارئ التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود نطاق أنشطتها تدريجيًا لتشمل المناطق النائية في تيجراي، كما تسيّر حاليًا عيادات متنقلة بشكل منتظم في نحو 50 موقعًا مختلفًا.

وأشار سانتو إلى أنه في كل مرة يتمكن فريق أطباء بلا حدود من الوصول إلى موقع جديد، يتم إرسال فريق صغير قادر على توفير الحد الأدنى من مجموعة الخدمات الطبيّة.

وتابع: نصادف أشخاصًا غير قادرين على الحصول إلا على قدر قليل من مياه الشرب والحصص الغذائية، كما يعجزون عن شراء ما يحتاجونه بسبب إغلاق بعض الأسواق.

ولهذا، لا يزال الكثير من الناس يعيشون وسط حالة من الخوف وانعدام الأمن.

النساء الحوامل اللواتي يتعرضن لمضاعفات طبية

وترى فرق منظمة أطباء بلا حدود، أعدادًا كبيرًة من النساء الحوامل اللواتي يتعرضن لمضاعفات طبية، ومنهن من يعاني من سوء التغذية، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض والوفاة أثناء الحمل والولادة.

وفي حين أن مستوى سوء التغذية لدى الأطفال يختلف من مكان إلى آخر، ارتفعت وفقًا لِسانتو معدلات سوء التغذية الحاد متوسط الدرجة بشكل عام في تيجراي في الأشهر الماضية، بسبب انخفاض جودة الطعام المتاح وكميته بشكل كبير، مع تناول العديد من الأسر وجبةً واحدةً فقط وتكون في أغلب الأحيان عبارة عن خبز.

في الواقع، فاقت بالفعل معدلات سوء التغذية الحاد شديد الدرجة عتبة الطوارئ في بعض المناطق في ضواحي مدينة شاير وداخل مدينة شيرارو، ومع اقتراب موسم الأمطار، لا تبشر توقعات الطقس للأشهر المقبلة بالخير، حيث غالبًا ما يتعذر على المزارعين الوصول إلى الحقول بسبب النزاع أو عدم توفّر الوسائل لزراعة المحاصيل.

العيادات الريفية في حالة خراب

ويواصل التقرير أنه قبل اندلاع النزاع، تمتعت تيجراي بنظام صحيّ عرف بأداءه وتجهيزه الجيد، حيث كان من بين أفضل الأنظمة الصحية في إثيوبيا.

وقد لبت المراكز الصحية والنقاط الصحية في المناطق الريفية احتياجات الناس الأساسية وعملت على نقل المرضى الذين يحتاجون إلى علاج متخصص في سيارات الإسعاف إلى المستشفيات الرئيسة. 

وتقع إحدى هذه المراكز الصحية الريفيّة في بلدة سيبيا القريبة أيضًا من الحدود الإريترية، وبدا مجمع المباني الذي وفّر الرعاية لِحوالي 17،600 شخصًا، مثيرًا للإعجاب من الخارج، بمبانيه الخرسانية الصلبة والمتباعدة وبأقسامه المرسومة بإتقان.

تقول فاطمة، إنها قدمت خدمات جيدة هنا في السابق، وهي امرأة تبلغ من العمر 27 عامًا من سيبيا، وتردف: «أنجبت أطفالي الأربعة هنا. وفي حال تعذر على العاملين الصحيين المساعدة، تتم إحالة المريض إلى أديجرات. لم أكن يومًا بحاجة إلى الذهاب إلى هناك، ولكن يُنقل المرضى الآخرون في سيارة الإسعاف الخاصة بالمركز الصحي».

ولكن سرعان ما شعرت بالإحباط، فسيارة الإسعاف مفقودة حاليًا وفاطمة، الحامل في شهرها السابع، لن تتمكن من إنجاب طفلها الخامس في هذا المركز الصحي.

وبينما تنتظر الحصول على استشارة طبيّة لمرحلة ما قبل للولادة في عيادة منظّمة أطباء بلا حدود، عمّ الخراب في غرفة الولادة الخاصة بالمركز الصحي الذي يبعد عنها بضعة أمتار وحيث أنجبت 40 إلى 50 امرأة مولودها كل شهر سابقًا.

في منتصف نوفمبر، سقط عدد من الصواريخ على غرفة الولادة ومبنى إداري في المجمّع أثناء النزاع، ما غطى سريري الولادة وجهاز تدفئة مشع لحديثي الولادة بالغبار والجص وشظايا الخشب، بينما فُرشت الأرض بالأوراق ومقاييس الضغط التالفة والأواني المكسورة والملابس المتسخة. وأمسى الضوء الساطع الذي يأتي مع موسم الجفاف يدخل الغرفة من خلال ثقب كبير في الحائط وعدّة ثقوب أصغر حجمًا في السقف.

الأطفال حديثي الولادة يواجهون خطر الموت

ويقول العامل في المجال الصحي سليمان: في هذه الأيام، تلد النساء في المنزل. وأضاف: حتى لو تمّت عملية الولادة على خير، يواجه الأطفال حديثي الولادة خطر الموت. كما يعاني الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة كمرض فيروس نقص المناعة البشريّ أو السل أو مرض السكري من انقطاع الأدويّة. أمّا الأطفال فيتوفون بسبب الالتهاب الرئوي وسوء التغذية.

خوف وفقدان لسبل العيش 

ويشكّل الاستئناف الجزئي لتقديم الخدمات الطبيّة من خلال العيادة المتنقلة خطوةً إيجابيةً لسكان سيبيا، ولكنها مجرد قطرة في محيط وفق تقرير أطباء بلا حدود، حيث فقد معظم الناس هنا سبل عيشهم وعانوا شهورًا من الظروف القاسية، أو تعرضوا حتى للعنف بصورة مباشرة.

فتقول مريم وهي تنتظر الفحص الطبي في مرحلة ما قبل الولادة: عملت تاجرةً قبل الأزمة. كنتُ أملكُ متجرًا لبيع القهوة والسكر ومواد التنظيف، ولكنّه مغلق الآن. تعرّض المتجر للنهب بعد أن فررنا من المدينة بحثًا عن ملجأ في قرية أهل زوجي. اختبئتُ فيها لمدة أربعة أشهر ولم أعد حتّى الآن إلى هنا بشكل دائم.

وتضيف: تمتّعت بحياة جيّدة وكان شاغلي الوحيد هو تحسين آداء المتجر. لم نعتقد يومًا بأنّنا سنشهد هذا النزاع. ولم أفكر أبدًا في أنني سأجد نفسي بدون طعام وبحاجة إلى الإختباء في الأجمة.

سوء التغذية والالتهاب الرئوي والإسهال والأمراض الجلديّة الحالات الأكثر شيوعا بين الأطفال

قدّمت فرق العيادة المتنقلة التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود نحو 300 استشارة طبيّة في سيبيا وأدفتاو في تلك الأيام. وبصرف النظر عن مشاكل الصحة الجنسيّة والإنجابيّة، شملت الحالات الأكثر شيوعًا، ولا سيما بين الأطفال، سوء التغذية والالتهاب الرئوي والإسهال والأمراض الجلديّة المرتبطة بسوء الأحوال المعيشيّة وصعوبة تأمين مياه شرب نظيفة.

المساعدات غير كافية خارج البلدات والمدن

يقول سانتو: نحاول إعطاء الأولويّة للمناطق التي تحتاج إلى الاستجابة الطبية، ونحاول زيادة مجموعة الخدمات المقدّمة لتشمل: تنظيم الأسرة، أو استشارات لمرحلة ما قبل الولادة، أو التطعيمات أو غيرها من الخدمات، التي لم يكن أيّ منها متاحًا منذ شهور.

أعداد متزايدة من النساء اللواتي يطلبن المساعدة للتعامل مع التجارب المؤلمة وإنهاء الحمل غير المرغوب فيه

وتتضّح حاجة المناطق الريفيّة إلى خدمات علاج الناجيات من العنف الجنسيّ ورعايتهن، فأمسى هذا النوع من العنف شائعًا خلال للنزاع، حيث استقبلت المستشفيات التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في المدن، خلال الأشهر الأخيرة، أعدادًا متزايدةً من النساء اللواتي يطلبن المساعدة للتعامل مع التجارب المؤلمة وإنهاء الحمل غير المرغوب فيه.

وما زالت الجهود التي تسعى إلى توسيع نطاق وصول الناس إلى خدمات الدعم الأساسية في أول طريقها.

وعلى الرغم من إرسال المزيد من المنظّمات الإنسانيّة فرقًا إلى تيجراي، خاصةً منذ فبراير، إلّا أنّ الاستجابة على الأرض لا تزال محدودةً للغاية فهي نادرًا ما تمتد خارج المدن الكبيرة.

ويشير سانتو: نادرًا ما تُقدّم المساعدات للمناطق الريفيّة. واشتدّت في الأسابيع الأخيرة القيود على وصول المنظمات الإنسانيّة إلى أجزاء مختلفة من تيغراي. الحاجة ملحة إلى زيادة المساعدة الإنسانيّة وتوسيع نطاق وصولها.

عمل منظمة أطباء بلا حدود في تيجراي

وتدير منظمة أطباء بلا حدود حاليًا مشاريع طبيّة في مدن وبلدات في إقليم تيجراي مثل أديجرات وأكسوم وعدوة وأبي عدي وشير وشيرارو وحميرة ودانشا.

ووسّعت فرق أطباء بلا حدود المتنقلة والمتمركزة في هذه المواقع نطاق خدماتها تدريجيًا منذ بداية العام 2021، لتشمل المدن الريفيّة والمناطق الجبليّة والقرى التي لا يعتبر فيها النظام الصحي فعّالًا.

وزارت فرق منظّمة أطباء بلا حدود المتنقلة خلال الأشهر الأخيرة أكثر من 100 موقع مختلف، إمّا لتشغيل عيادات متنقلة مؤقتة أو لتزويد المراكز الصحيّة التي تعرضت للنهب بما تحتاج إليه ولتدريب العاملين الصحيين.

ولا تزال منظمة أطباء بلا حدود والمنظمات الأخرى عاجزةً عن الوصول إلى بعض المناطق الريفية في تيجراي، فلا يسع منظمة أطباء بلا حدود إلا افتراض أن الأشخاص الذين يقطنون هذه المناطق لا يحصلون على الرعاية الصحية.

وأشار تقرير أطباء بلا حدود في ختامه إلى أنهت تمّ تغيير الأسماء للحفاظ على السرية.


—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق

مصدر الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عطل الاضافة حتى تتمكن من متابعة القراءة