يلا خبر | «بزنس أون لاين».. شقيقتان من الفيوم تحولان معاناتهما مع التكنولوجيا إلى مبادرة تعليمية

«بزنس أون لاين».. هي عنوان المبادرة المجانية التي أطلقها شقيقتان توأم من محافظة الفيوم لتعليم الأطفال من 12 إلى 18 سنة كيفية محو أميتهم التكنولوجية من خلال التعلم على برامج الكمبيوتر مجانا.

لقت المبادرة صدى واسع خلال الأشهر الماضية بين طلاب محافظات الصعيد، لتفوز بأفضل مبادرة على مستوى الجمهورية، وهو ما تكلل بقيام وزير الشباب والرياضة بتكريم التوأم.

«المصري اليوم» التقت الشقيقتان التوأم دعاء وإسراء فضل، من قرية السنجق بمركز إبشواي بمحافظة الفيوم، للحديث بشكل أوسع عن مبادرتهما..

تقول إسراء: «المبادرة بدأت عندما قررنا نشر الثقافة التكنولوجية بين النشء ومحو الأمية التكنولوجية لدى طلاب المدارس، كما تهدف المبادرة إلى تعليم النشء ريادة الأعمال من خلال التكنولوجيا وطرق الاستفادة من البرامج الإلكترونية في الحصول على عائد مادي بسيط يساعدهم على أعباء الدراسة، وذلك من خلال تعليمهم مهارة كتابة الأبحاث المدرسية، ومهارة تصميم (البانرات) والدعاية، كذلك تعليمهم طرق تصميم (اللوجوهات)».

وتضيف: «تمتد المبادرة أيضا لتعليم كيفية التسويق هذه المنتجات سواء أون لاين أو أوف لاين، ومحاولة تسويقها لدى أصحاب المحال والمشاريع الصغيرة والشركات، وذلك في مقابل حصولهم على حملات دعائية لهم توفرها لهم المبادرة ويقوم عليها الأطفال، وفى ذلك استثمار للإبداع الذي يكون عند الأطفال في هذه السن وكذلك الارتقاء بقدرات النشء بمحافظات الصعيد».

وقالت دعاء: «فكرنا في هذه المبادرة لأننا واجهتنا مشكلة الأمية التكنولوجية كوننا من قرى الصعيد، ولهذا قررنا أن يكون لأطفال القرى الحق في الوعي الكافي باستخدام وتعلم مهارات الكمبيوتر».

وتابعت: «كانت رحلتنا للتفوق طويلة ومليئة بالتحديات؛ بعد المرحلة الإعدادية وبسبب بعض الظروف، التحقتا بالمدرسة الفنية بدلا من المدرسة الثانوية، ولطموحنا الكبير قررنا الاستمرار في تلقي العلم، فالتحقنا بعدها بالمعهد الفني الصناعي، وتفوقنا فيه، مما ألهمنا للالتحاق بكلية تربية نوعية، وكان القسم الوحيد المتاح لطلاب المعاهد هو قسم تكنولوجيا التعليم».

تتدخل إسراء: «من هنا كانت المشكلة، فلم يكن لدينا أي معرفة عن استخدام الكمبيوتر، ولكن وبعد جهد وتعب شديد وإصرار على النجاح تمكنا من الحصول على بكالوريوس تكنولوجيا التعليم عام 2019 بتقدير عام امتياز».

تعود دعاء للحديث: «وجدنا أمية تكنولوجية لدي النشء في قري الصعيد، ولأننا كنا من ضمن المشكلة في يوم من الأيام، كان قرارنا أن نعالج مشكلة الأمية التكنولوجية».

وأشارت إلى أنه يتم استهداف النشء في المدارس الحكومية في قري الصعيد من سن 12 سنة إلى 16 سنة، لأنهم من أكثر الناس التي تستحق الدعم والتطوير.

وعن أهم الصعوبات التي تواجههما، تقول إسراء: «أهم الصعوبات عدم معرفة معظم الطلاب نهائيا باستخدام البرامج والأجهزة، ففي بعض الأوقات معامل الكمبيوتر في المدارس تكون غير متاحة، لذا كنا نحاول توفير أجهزة اللاب توب الخاصة بينا لتنفيذ الأنشطة بها. وتوفير تدريب الطلاب على البرمجة والجرافيك لطلاب المبادرة من خلال التشبيك مع شركة من شركات البرمجة مجانا، علما بأن تكلفة التدريب لكل فرد 5000 جنية وهذا نجاح كبير للمبادرة والطلاب».

وتلفت دعاء إلى سعيهما لتنفيذ معرض كبير لعرض كافة منتجات الطلاب به، خاصة أنها نفذت بعد تنظيم عدد كبير جدا من الورش والأنشطة للطلاب، للوصول بهم إلى المستوى المطلوب.