أخبار

يلا خبر | إبراهيم حجازي يكتب: … هي دي الحكاية (10) – مصر

اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2021-02-07 20:45:37

تسلَّم الرئيس السيسى المسئولية فى 2014 وهو يعلم جيداً أنه ما من شىء فى كل المجالات إلا وهو فى حاجة إلى نظرة.. بعد أن غابت الرؤى طويلاً.. والبعيد عن العين بعيد عن القلب وعن الفكر وعن الاهتمام وعن الإصلاح!

العدالة الاجتماعية واحدة من هذه الأشياء.. الحاضرة اسماً والغائبة فعلاً! هى شعار مرفوع من قبل الزمن بزمن.. لكنه بقى بعيداً عن العين والقلب والعقل ولا وجود له على الأرض.. إلى أن!

رأينا من ثلاث سنوات واقعاً بجد فى مشروعات بجد.. بنظرة مناسبة واقعية للعدالة الاجتماعية.. المشروعات التى تمت فيها هى التى تتكلم! العمارات السكنية فى الأسمرات وفى كل مكان هى التى تتحدث! الضمان الاجتماعى بكل صوره هو من يقول!

من ست سنوات والرئيس فى كل لحظة يفاجئنا بإحياء الأمل فى كل مجال فقد الأمل!

الرئيس من أيام فاجأنا «بنظرته إياها».. وهذه المرة للريف المصرى.. المنسى من قبل الزمن بزمن! السنوات الست الماضية شهدت طفرات هائلة بمشروعات جبارة فى أغلب المجالات.. إلا أن!

الريف فى يقينى أحد أهم المجالات.. لأنه أصل هذا الوطن.. ومَنْ منا لم تبدأ جذوره من الريف؟!

أما وقد دقت ساعة العمل لنهضة الريف.. فالأمر يتطلب تدارك وتذكر نقطة غائبة عنا.. أنا وأنت وهو وهى طوال السنوات الست الماضية.. وهى أننا «قاعدين بنتفرج».. وكأنها قضية الرئيس وحده.. أو أن هذه المشروعات الهائلة لا تعنينا!

تعالوا نتذكر ونتفق على أن الريف قضيتنا جميعاً.. بالأفكار والمقترحات والرؤى.. فى مشروع نهضة الريف المصرى! مصر ثروتها الحقيقية ما تملكه من عقول عبقرية فى كل المجالات! يقينى أن قوة مصر الناعمة تعمل فى اتجاهات مضادة.. فانعدم وتلاشى تأثيرها.. وحان الوقت لتجميع هذه القوى فى اتجاه واحد.. لأجل استثارة طاقات الشعب الهائلة الكامنة.. وإخراجها فى مشروعات بناء مصر.. والريف أهمها!

عندى حكاية تذكرتها وأنا أتذكر مأساة طواها النسيان.. أظنها كانت بداية الانهيار لأعظم مشروع اقتصادى مصرى يضم ملايين المشروعات الصغيرة الحقيقية المنتجة!

الذى لا خلاف عليه.. أن الفلاح المصرى هو أول من اخترع المشروعات الصغيرة فى مصر زمان!

الفلاح المصرى من زمان وحتى نهاية السبعينات.. حياته عبارة عن مشروع صغير عبقرى بالفطرة.. إزاى؟

الفلاح لا يمسك فى يديه نقوداً بجد إلا كل ستة أشهر.. بعد جنى القطن أو حصاد القمح أو أى زرعة رئيسية! طيب كيف يعيش حياته اليومية؟

احتياجاته اليومية يتم قضاؤها يوم السوق.. حيث كل مركز تتبعه عدة قرى يقيم سوقاً فى يوم محدد كل أسبوع.. هذا السوق فى الواقع هو «عيد» أسبوعى.. ليه؟

لأن كل المتطلبات يتم شراؤها فى هذا اليوم الذى ينتظره الجميع بشغف.. والبيع والشراء مسألة محكومة بنظرية التبادل التجارى! الفلاح أو زوجته.. لأنها المختصة بحدوتة السوق.. تحدد ما تريد شراءه من السوق.. وتأخذ معها من مشروعهما الصغير ما يوازى ثمن المشتريات! عندها زبدة وعندها بيض وعندها جبن! إن كانت المشتريات ثمنها أكثر.. عندها الطيور بأنواعها.. وعندها الأرانب! وفى المرتبة التالية.. عندها محاصيل مخزَّنة للاستهلاك، وأيضاً للتبادل التجارى.. قمح وذرة وأرز! عندها أيضاً للظروف الأصعب.. ماعز وخرفان وعجول صغيرة!

الفلاح عنده مشروعه الصغير العبقرى الذى يُسيِّر به مصاريف الحياة اليومية.. ويؤمِّن به احتياجاته.. دون الاعتماد على الحكومة! هو يخبز رغيف العيش من القمح الذى يزرعه! هو يزرع على حروف «الغيط» كل أنواع الخضراوات التى يطبخها! هو ليس فى حاجة إلى جبن أو سمن أو بيض.. لأنه ينتجها! كل ما يحتاجه من المستلزمات.. الزيت ليقلى به الطعمية والبطاطس والباذنجان! مشروعه يوفر له كل احتياجاته تقريباً!

طيب إيه إللى حصل.. والمشروع وقف ليه؟

إللى حصل إننا ما شاء الله.. زيادة سكانية بلا سقف.. يستحيل مجاراتها فى الخدمات.. وعليه! العيال كبرت واتجوزت والعدد كبير والبيوت لا تتحمله.. لتبدأ كارثة البناء على الأرض الزراعية.. فى نفس الوقت الذى حدثت فيه كارثة أخرى! العراق فتح أبوابه للفلاحين للسفر والزراعة هناك.. وأصبحت هناك رواتب شهرية.. وتغيرت الأنماط السائدة من سنين.. وظهرت مصادر دخل غير موسمية.. والكارثة أن أحداً لم يتنبّه للتغيّرات الجذرية التى تحدث!

لو أن الدولة تنبّهت وقتها إلى أنه فى الريف فائض مالى كبير كان لا بد من توجيهه إلى زيادة الرقعة الزراعية.. بتمليك الفلاحين أراضى فى الصحراء.. بأسعار رمزية تُدفع فيما بعد.. لأجل أن يستصلحوا الأرض الصحراوية ويزرعوها بالفائض الموجود معهم.. على أن تتحمل الدولة تكلفة بئر المياه على رأس كل مساحة أرض كبيرة!

هذا لم يحدث.. فماذا كانت النتيجة؟! الفلوس تم صرفها فى هدم البيوت الطينية وبناء بيوت بالطوب الأحمر والخرسانة! بدأت المسألة ببيت تم بناؤه بالحجر فى قرية.. وفى يوم وليلة انتشرت العدوى فى ريف مصر كله! مليارات الجنيهات كان يمكن أن نزرع بها دلتا جديدة فى الصحراء!

كان يمكن الارتقاء بالبيوت الطينية وجعلها خمس نجوم لو فكرنا قليلاً! البيت المبنى بالطوب الطينى جدرانه من الداخل بالإمكان تبطينها ودهانها بكل أنواع الدهانات! الأرضيات.. تبليطها بالبلاط أو السيراميك أو البورسلين! ميزة البيت الريفى.. الحوائط عريضة والخامة الطينية المصنوع منها القوالب رديئة التوصيل للحرارة! لو كنا فكرنا فى الارتقاء بالبيت الريفى من الداخل.. ليصبح مثل أى بيت حجرى.. لو فعلنا هذا زمان.. ووجهنا المليارات لزراعة الصحراء واستيعاب الزيادة السكانية هناك.. ما كانت الأرض الزراعية تم البناء عليها.. وما كان المشروع الصغير للفلاح المصرى ضاع!

المشروع ضاع لأن البيوت التى بناؤها من عدة أدوار لم يعد فيها مكان لأجل المشروع الصغير! هو فيه جاموسة ومعزة.. ولا حتى وزة وبطة.. هتعيش فى الدور التانى والتالت؟! هى دى الحكاية.


—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق

مصدر الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عطل الاضافة حتى تتمكن من متابعة القراءة