يلا خبر | “سخرني الله لإعادته إلى الحياة”.. مصري يكشف لـ”القاهرة 24″ مغامرته لإنقاذ إيطالي من الموت المحقق (صور)

“لا يزال هناك محطات في حياته، سخرني الله لإعادته إلى قطار الحياة”، هكذا استهل المصري الستيني “علي حرحش”، الذي قضى ما يقرب من نص قرن في إيطاليا حديثه، يروي لـ”القاهرة 24” كيف كان سببًا في إنقاذ بناية مكونة من عشرة طوابق من الانهيار بميلانو في إيطاليا، وإنقاذ الشاب “آدم” من موت محقق بشهامة مصري يظهر معدنه في وقت الصعاب.

قال علي إن الحادث وقع يوم السبت، سمعه على بعد 7 كيلومترات، واهتزت ميلانو على إثره، ما بين تناثر الزجاج، واصطدام السيارات، وتطاير النوافذ، مضيفًا أنه ذهب دون تفكير وسمع صوت استغاثة شاب ثلاثيني يركض والنيران ممسكة به داخل المبنى.

وأوضح علي أنه طلب المساعدة من صديقه الذي كان معه في موقع الحادث ليعطيه “بطانيتين” ليبللهما بالماء، ومن ثم دخل لسحب الشاب، وحرص على أن يتبع قواعد الإسعافات الأولية تجنبًا لأي خطأ فاضطر لتجريده من ملابسه ورفعه من أسفل الذراعين وإخراجه خارج المبنى.

“صرخت وفضلت أنادي الناس، لكن لقيتهم بيصوروا بس”، كانت تلك ردود أفعال المارة، مضيفا أنه فور خروجه شعر بالإعياء ولم يكن قادرًا على مواصلة حمله، بينما شخص واحد فقط منهم هو من تطوع  للمساعدة.

أخبرته إحدى السيدات بأن هناك زوجة الشاب وابنته لا يزالان داخل المبنى، مستطردًا أنه دخل مجددًا بينما النيران تتزايد، ولكن كان عليه أولا أن يفتح ممرًّا آمنًا ليصل لهما، فكسر ماسورة المياه وأطفأ النيران، لكن لم يجد أحدًا بالداخل، متابعا أنه أغلق الكهرباء وفتح المياه على مواسير الغاز الطبيعي ليتم تبريدها، ولولا تصرفه الذكي  لحدث انفجار ثان كان سيتسبب في انهيار البناية بالكامل.

علي قال إن ملابسه امتلأت بالدماء، وتزامن ذلك مع وصول الشرطة وسيارات الإطفاء، موضحًا أنهم أرادوا التحقيق في الحادث، فطلبوا منه الأوراق الشخصية، فبدا لهم في دائرة الاشتباه، ليبدأ الناس في الدفاع عنه ورواية وقائع الحادث والإشادة بمجهوده الشهم، مع تسجيل وسائل الإعلام لما حدث.

 ‏تعددت التكريمات التي حصل عليها علي حيث تم تكريمه ‏من قبل القنصلية المصرية، ومن بلدية ميلانو من قبل رئيس البلدية، ومن مدير الدفاع المدني، وكذلك من رئيس مستشاري شمال إيطاليا، كما انفرد “القاهرة 24” بتلقيه دعوة من منظمة City Angels التطوعية، لمنحه جائزة “Champion”  خلال حفل رسمي بحضور الرئيس الإيطالي وبعض الشخصيات الهامة يوم الخميس المقبل.

ويتحدث علي بفخر قائلا: “بنسمي وزيرة الهجرة الوزيرة الجدعة”، حيث حرصت على تهنئته بشكل شخصي وتلقى العديد من الحفاوة والترحيب، مؤكدًا أنه بالرغم من كونه مزدوج الجنسية، فإنه شعر بسعادة بالغة بكتابة العناوين في الصحف واللقاءات البطل (المصري).

ويناشد علي في ختام حديثه المصريين ألا يتأخروا عن تقديم العون في كل وقت وليس في وقت الصعاب فقط؛ للنهوض بمصر.