اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2020-12-13 18:31:13
إن كنت من سكان شارع أبو الفدا بالزمالك.. فلا بد أنك علمت بما حدث لأسرة الدبلوماسي المصري، حيث عُثر على جثة والدته وشقيقه مقتولين داخل شقتهما بالطابق الأرضي في العقار رقم 19، قبل 5 سنوات.
ومنذ يومين نفذت الجهات المختصة حكم الإعدام في القاتل، داخل أحد السجون العمومية، بعد تأييد الحكم وإقراره من محكمة النقض.
“الوطن” ترصد، في هذا التقرير، 10 مشاهد من الجريمة التى هزّت الحي الراقي، والتى تمكنت الشرطة من كشف غموضها بعد عدة أيام من وقوعها.
المشهد الأول.. “عبد الله يتجول”
أنت الآن فى حي الزمالك الراقي وتحديدا فى شارع أبو الفدا.. اليوم 25 سبتمبر 2015.. والساعة تُشير إلى العاشرة من مساء يوم وقفة عيد الأضحى.. على رأس الشارع تحديدا بجوار أحد الأكشاك يقف “عبد الله” الذي ساقته قدماه من حي المرج باحثا عن شقة يسرقها أو شنطة يخطفها لاهثا وراء المال لشراء المخدرات التى أذهبت عقله وسلبته رشده، بدأ يتجول فى الشارع ذهابا وإيابا يطالع الشقق الفخمة والسكان الذين يبدو على أغلبهم الثراء، فأصبح متأكدا أن ضالته فى هذا المكان.
المشهد الثاني.. “حوار بالصدفة”
رصدت أعين “عبد الله” ومسامعه شخصين يتحدثان.. الأول ويُدعى “تامر” يقف فى نافذة شقة بالطابق الأرضي_ وهو شقيق دبلوماسي_ والثاني جاره.. يطلب تامر من جاره ايقاظه لصلاة العيد بعد عدة ساعات، استمع “عبد الله” للحوار وقيّم الموقف ورأي أن ذلك مناسبا للسرقة.. فالشقة فى الطابق الأرضي ويبدو ان “تامر” يقيم بمفرده، فجلس على جانب الطريق وأشعل سيجارة، وشرع يفكر فى طريقة يتسلل بها للمنزل، حتى اكتشف أنها ممتدة لآخر العقار ولها منفذ من الخارج.
المشهد الثالث.. “ترقب وتفكير”
بدأ “عبد الله” فى التفكير لطريقة يدلف بها إلى الشقة، وفي الوقت نفسه يراقب المارة والطريق فاليوم ليلة عيد والشوارع مليئة بالمارة من سكان الزمالك وغيرهم من أبناء الأحياء الشعبية الذين يلجأون للحي الراقي ليلة العيد.. انتظر قرابة الساعتين حتى استقر وعقد النية والعزم على دخول الشقة من نافذة المطبخ، لم يفكر فى التراجع وأكد لنفسه أنه سيفوز بما لم يخطر على باله من هذه الشقة.. ثم تسلق النافذة ودخل المطبخ.
المشهد الرابع.. “دخول وذبح”
دخل “عبد الله” إلى المطبخ بهدوء.. بدأ ينفض التراب الذي ملأ ملابسه من تراب الحائط الخارجي للمطبخ.. حتى كانت المفاجأة أن “تامر” مازال مستيقظا.. ارتبك “عبد الله” حتى شاهده “تامر” الذي كان ممسكا بسكين في يده، وانقض عليه فأصابه فى يده محاولا مقاومته صارخا “أنت مين.. بتعمل ايه هنا”.. حاول عبد الله المقاومة، ونجح فى نزع السكين من يد ضحيته، ثم عاجله بطعنة فى رقبته اسقطته أرضا مضرجا فى دمائه.. والتفت حوله ليجد “يد هون” فعاجله بضربة على رأسه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
والدة “تامر” وهى مهندسة على المعاش فى العقد التاسع من العمر، استيقظت على صوت المشاجرة، اخذت عكازها وخرجت من غرفتها لاستطلاع الأمر، ففوجئت بـ”عبد الله” ينقض عليه ويطعنها فى رقبتها، وسقطت أرضا وفارقت الحياة.
المشهد الخامس.. “البحث عن غنيمة”
هدأ “عبد الله” قليلا.. فقد خلي الجو له بعد قتل ساكن الشقة ووالدته، وبدأ يبحث داخل غرف النوم وفي محتويات الشقة عن أي غنيمة يلوذ بها، فوجد 800 جنيه وهاتف محمول خاص بـ”تامر” وضعهما داخل جيبه.. لم يشعر بنزيف يده إلا بعد مرور وقت، فوقعت عينه على “جلوفز” ارتداه لتضميد جرحه مؤقتا.. وأثناء البحث دخل الحمام فأنبهر به وقرر الاستحمام لتنظيف ملابسه وجرحه، وخلع ملابسه.. وبعد الانتهاء من الحمام، خرج من حيث دخل وغادر المنطقة.
المشهد السادس.. “بواب العقار”
كانت الساعة تُشير إلى السادسة من صباح اليوم التالي.. بدأت المساجد فى ترديد تكبيرات العيد.. حارس العقار “عبدالموجود” توجه إلى شقة “تامر” لتهنئتهم بالعيد والحصول على “عيدية” من والدته السيدة الكريمة التى طالما كانت تعطف عليه وتعامله بـ”لين”، وطرق الباب لأكثر من 10 دقائق دون استجابة من أحد.. بدأ الشك يساور “عبد الموجود” فبدأ يبحث عن مدخل للشقة، توجه إلى النافذة الخلفية للمطبخ، ودخل منها، فوقعت عيناه على الجثتين فى مفاجأة عقدت لسانه.. جثة تامر ملقاه بالقرب من المطبخ، وجثة والدته بالقرب من باب غرفة نومها، وكلاهما مصابين بجروح ذبحية وبلا حراك.
استغاث “عبد الموجود” بالجيران وفتح باب الشقة، وبدأ الناس فى الاستجابة له وهرعوا إلى الشقة، وأبلغوا نقطة شرطة الزمالك وشرطة النجدة بالقاهرة.
المشهد السابع.. “فريق بحث”
شكّلت مديرية أمن القاهرة فريق بحث تم استدعاء أغلب اعضاءه من إجازة العيد، كان مهمتهم هي دراسة الجريمة جيدا للوقوف على ملابساتها ودوافعها، وسرعة تحديد وضبط الجاني أو الجناة.. المهمة بدأت بمناقشة الجيران الذين أجمعوا على حسن سمعة المجني عليهما وعدم وجود خلافات مع أحد.. وتم إخطار النيابة بالواقعة، وحضرت بصحبة المعمل الجنائي الذي بدأ فى رفع البصمات وتصوير الجثث فى محل الجريمة_ كإجراء مُتبع_ وأمرت النيابة بالتشريح، ثم الدفن، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
المشهد الثامن.. “معاينة دقيقة وتحريات”
المعاينة التى أُجريت لمسرح الحادث أكدت أن الجاني دخل بطريقة غير مشروعة ما يعني أنه غير معروف لدى المجني عليهما، كما أن الجريمة وقعت بدافع السرقة بسبب اختفاء الهاتف المحمول ووجود بعثرة فى محتويات الشقة، كما أكدت المعاينة وجود آثار دماء لا تتطابق مع دماء المجني عليهما، ما يعنى أنها دماء الجاني، وأن ثمة مقاومة أبداها المجني عليهما.. وبدأت التحريات حول الواقعة تأخذ منحى آخرا، حيث أكدت التحريات السرية والمكثفة، أن شابا توجه إلى إحدى المستشفيات لعلاج جرح في يده، في توقيت يتزامن مع توقيت اكتشاف الجريمة.
المشهد التاسع.. “ضبط عبد الله واعترافه”
تمكنت الشرطة من تحديد الجاني وهو عبد الله محيى الدين عبدالحفيظ أبوالحمد، 27 سنة، عاطل ومقيم دائرة قسم شرطة المرج، وبفحصه جنائيا تبين سابقة اتهامه فى القضية رقم 9744 لسنة 2011 قصر النيل «شروع فى سرقة مسكن»، وتم تحديد مكان تواجده وتردده، حتى تم القبض عليه فى كمين أمنى مُحكم، أُعد له.
واعترف “عبد الله” بالحادث بشكل تفصيلي، وأكد أنه أُصيب أثناء مقاومة “تامر” له، وتوجه لإحدى المستشفيات وتلقى فيها العلاج ودفع أموالا نظير ذلك مما استولى عليه.. وتم عرضه على النيابة العامة التى أمرت بإحالته للمحاكمة الجنائية، ونسبت له إتهامات القتل العمد المقترن بالسرقة، وصدر حكم بإعدامه شنقا حتى الموت، عما نُسب إليه.
المشهد العاشر.. “التأييد والقصاص”
تقدّم “عبد الله” بطعن على حكم إعدامه أمام محكمة النقض، والتى نظرت حكم الجنايات، ورأت النقض أن الحكم استند إلى صحيح القانون، كما لم تبين لها أن محكمة الجنايات لم “تُخل” بحق المحكوم عليه، ولم تجد شبهة في الأوراق تدرأ الإتهام عنه، فأيدت حكم الإعدام.
ومنذ يومين، نفذت مصلحة السجون حكم الإعدام بحق القاتل “عبد الله” بعد استنفاد كافة درجات التقاضي، وسلمت جثته لأسرته، معلنة القصاص لعجوز وابنها كانا آمنين داخل منزلهما وقُتلا غدرا، دون ذنب أو جريرة.
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق
مصدر الخبر