أخبار

يلا خبر | البابا تواضروس يلقي عظة الأربعاء الأسبوعي عن «شهوة الالتقاء بالمسيح»

اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2020-09-30 22:48:42

اشترك لتصلك أهم الأخبار

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية ،بطريرك الكرازة المرقسية، الأربعاء، عظته الأسبوعية بكنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ودار موضوع العظة عن «شهوة الالتقاء بالمسيح».

وقال البابا: «باعتبار اليوم آخر يوم في شهر سبتمبر ونحتفل في هذا الشهر بعيدين، بداية للسنة القبطية ونبدأ فيه الشهر الأول في السنة القبطية (توت) نحتفل في نصفه الأول بعيد النيروز (عيد الشهداء) وفي النصف الثاني نحتفل بعيد الصليب، وعندما نسأل ما هو الرابط بين عيد النيروز وعيد الصليب؟ ونحن نحتفل بهم كأيام فرح بداخل الكنيسة، تولد في حياة المسيحيين وظهرت بشدة في وقت الاستشهاد أنه كان لديهم شهوة لمقابلة المسيح، وكلمة الشهوة تعبر عن الحب الشديد لمقابلة المسيح، لذلك نسمع في سير الشهداء عن كبار وصغار رجال ونساء فكيف ظهرت هذه الرغبة لمقابلة المسيح والاستهانة بكل شيء؟ وكذلك في عيد الصليب… مقابلة الإنسان مع الصليب، والصليب يعنى المسيح، لذلك أريد أن أتكلم معكم عن الإلتقاء بالمسيح أو اشتهاء الإلتقاء للمسيح«.

وتابع: «بولس الرسول وهو في السجن لم يكن كبير في السن ويقول عبارته الشهيرة (لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا) وكانت هذه العبارة هي صوت الشهداء وكل الذي عاشوا في القداسة عاشوا هذا المفهوم وهذا يفسر لنا أشياء كثيرة، مثل الأنبا بولا أول السواح الذي عاش في السياحة الروحية واكتفى بطعام بسيط جدًا وتخلى عن كل شيء في الحياة، فماذا جعلك تفرح بهذه الحياة يا أنبا بولا؟! … يقول لأني عندي شهوة الإلتقاء بالمسيح أو لقاء المسيح».

وأضاف: «في العهد الجديد نتقابل مع شخصيات ذهبت للمسيح لتتعرف عليه، مثل المرأة الكنعانية ابنتها كانت مريضة فذهبت للمسيح لأنه الطبيب الحقيقي الذي يقدر أن يشفي ابنتها، نثنائيل أحد تلاميذ المسيح، أهل السامرة خرجوا ليروا المسيح الذي قالت عنه المرأة السامرية، هؤلاء سمعوا عن المسيح وبحثوا عنه، مثل زكا العشار وجابي الضرائب كان يمثل الإمبراطورية الرومانية التي كانت تحتل منطقة اليهودية فكان جابي الضرائب شخص غير محبوب في المجتمع اليهودي ولكن سمع من الناس عن المسيح فاشتاق أن يعرفه وكلنا نعرف المقابلة الجميلة، لماذا أختار زكا الشجرة؟ أنها معنى رمزي أن زكا (الإنسان) تقابل مع المسيح ( المخلص) عند الشجرة التي ترمز إلى الصليب، وكان لديه شهوة أن يرى المسيح وكانت النتيجة أن المسيح استدعى زكا وقال المسيح (الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ)، شهوة بداخل الإنسان وهذه الشهوة تتكون بداخل الإنسان، ونسمع أن المسيح دخل بيت مريم ومرثا عند موت العازر وكانت هناك شهوة (ياريت كنت موجود)، ونسمع عن المرأة السامرية المسيح يذهب عند البئر الساعة ١٢ ظهرًا (ساعة الصليب) وينتظر السامرية ويصرف التلاميذ ويتواصل المسيح مع امرأة فيخلص مدينة كاملة، ودخل المسيح بيت يايروس ودخل قرية نايين وسمعان الفريسي».

وأضاف: «شخصيات كثيرة تقابلت واشتاقت أن تقابل المسيح، هناك سؤالين، الأول: لماذا كانوا يشتاقوا للقاء المسيح؟، والثاني: كيف؟.. الأول: لماذا؟ لأسباب عديدة:

١- أنهم شعروا «لَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ» لا يوجد أحد يستطيع أن يمسح خطيتنا أو ضعفتنا ويعطينا خلاص من كل خطية لكي ما يكون للإنسان نصيب في السماء، وكلمة (يسوع) معناها (مخلص) و(مسيح) معناها(ماسح للخطايا) فكما يعبر الكتاب في سفر الأعمال«لَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ» مفيش حد يمحي الخطية من قلب الإنسان غير المسيح هو من يستطيع أن يخلصني من الأتعاب ومن الخطايا المتسلطة على والمسيح قال«تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» فكان الأحساس (سوف ارتاح في المسيح) والإنسان في مسيرة حياته يتعرض لخطايا كثيرة من اشهرها خطايا الكبرياء وأنه أفضل من الأخرين، الخطايا التي بداخل الإنسان مثل الحقد والحسد من يستطيع أن ينزعها من قلبه؟! لا يوجد طبيب يستطيع أن ينزعها من قلب الإنسان، هوالطبيب الحقيقي طبيب نفوسنا المسيح.

٢- السبب الثاني الذي جعلهم يلجئوا للمسيح شعورهم أنه الراعي: «الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ» يسهر على رحتنا ويعزينا وعينه على من أول السنة لأخرها حتى لو كنت في ضعف هيسندني، ونحن سكان القاهرة لم نرى منظر الراعي، عندما ترى منظر الراعي في المناطق الصحراوية والراعى إنسان بسيط وفي يده عصا ومعه خرافه واخد باله من كل حاجة الصغير والكبير من مكان الظل والماء ويشيل الخروف التعبان.

٣- هو القادر: هناك عبارة قرأتها «إذا كنت مع الله فأنت مع الأغلبية» هو القادر أن يسند الإنسان في كل ضعفات الحياة، بولس الرسول يقول«أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي» ليست عبارة سهلة، هو الذي يستطيع أن يسندني في ضعفي وألامي هو لا يترك الإنسان، كما نقرأ في قصص الشهداء والقديسين كانوا يتعرضوا لألام شديدة جدًا، كان هناك مجموعة من ٤٠ شخص قاموا بتعزبهم وألقوهم في بحيرة مجمده وكان يظهر إكليل على رأس كل واحد وواحد من الأربعين شعر بالخوف ولكن عندما رأى الأكاليل تشجع واستشهد معهم، وهذا الاحتمال جاء له من شخص المسيح فهو القادر على كل شيء، شخصية شاول الطرسوسي الذي كان بعيد واسمه مفزع للمسيحيين ولكن بعد ظهور المسيح له تبدلت حياته، هو القادر أن يغير الظلمة إلى نور ويحول الإنسان الشرير إلى إنسان بار ويصير القديس بولس الكارز العظيم، هو القادر على كل شيء.

٤- هو ملك السلام: نسمع عن الحروب في كل مكان في العالم، لا يوجد سلام إلا من ملك السلام «طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ» لا أستطيع أن اصنع سلام إلا إذا كنت من عند المسيح.

السؤال الثاني: كيف يتعلم هذا الإنسان هذا الأشتياق؟

١- الصلاة: أول موقف نتعلم في الأشتياق هو الصلاة، وكنيستنا ممتلئه بالصلاة بكل أشكلها لتاخذ تدريب يومي للتكون عندك شهوة الإلتقاء بالمسيح وهذا ما كان القديسين يعيشون فيه، كانوا يصلوا حتى وقت العذاب، والذي ليس لديه روح الصلاة قلبه ناشف مثل الأرض المشققة التي لا يوجد بها ماء تكون النتيجة أنها لا تثمر، لكن الأرض الحلوة التي تتعرض للشمس والماء تعطي ثمر جيد، صلواتك هي أول تدريب يساعدك أن يكون لديك شهوة الإلتقاء بالمسيح وفي كل مرة تبدأ صلواتك يقول لك المسيح «أنا سمعك» مثل عروس النشيد.

٢- الإنجيل: «اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ» روح تسري بداخلك وتتحول إلى حياة سلوكيات نعيش بها وأخر آية في الإنجيل«تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ» والكتاب المقدس كله يختصر في الآية الأخيرة، في كل مرة تجلس أمام إنجيلك صوتك في داخلك يقول «تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ» أريد أن أراك يا رب وأريد أن تتكون بداخلي شهوة الإلتقاء بك، في كل مرة تفتح إنجيلك أنت تفتح قناة لترى مسيحك وتعيش فيه ويتصور لك في قلبك وتتكون هذه الشهوة في قلبك.

٣- التوبة: الكنيسة تكلمنا عن التوبة ليلًا ونهار، وتوبة الإنسان عمل تهتز له السماء وتضعه على طريق رؤية المسيح، الأبن الضال عندما عاد قال«، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا» بالتوبة قبل من أبوة والأب كرمز قبل ابنه برغم كل الأخطاء التي كان بها ورفع من رتبته وجعله ابنه حبيبه عندما أخذه في حضنه وهذه هي قمة شهوة الإلتقاء بالمسيح، لمذا نهتم بالتوبة؟ ليشعر الإنسان دائمًا أنه مشتاق، التوبة تزينك وتجملك.

٤- الأسرار المقدسة: عل قمتها سر التوبة والتناول، «لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ» في سر التناول هو السر الذي به المسيح يقبلني، والقبلة في مفهومها هي الحب الكامل، فممارسة الأسرار والانتظام فيها يربى في الإنسان شهوة الإلتقاء بالمسيح «مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».

٥- الخدمة: الحياة المسيحية ليست فيها أنانية ولكن اترجم كل اللي فات لخدمة الأخرين، الخدمة عطية خاصة من الله يضعها في قلب الإنسان الذي يشتاق له دائمًا لأنك تقابل المسيح في الأخرين، الخدمة ليست رتبة ولكنها روح ومقابلة مع المسيح، ما يدفع الخادم للخدمة هو الاشتهاء الذي بداخله لمقابلة المسيح وهذا هو قمة نجاح الخدمة.

الخلاصة أنه في شهر سبتمبر(توت) يتكون بين العيدين النيروز والصليب ما يساعدنا أن يتكون بداخلنا شهوة الإتقاء بالمسيح وهذه الرغبة تتكون بداخلنا من سنة إلى سنة ومن موقف لموقف ونعيش فيها ليكون الإنسان في داخله هذا الأستعداد الكبير. ربنا يحافظ عليكم وغدًا ٢١ توت تذكار العذراء مريم. لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلى الأبد آمين.

  • الوضع في مصر

  • اصابات

    103,079

  • تعافي

    96,094

  • وفيات

    5,914


—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق

مصدر الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عطل الاضافة حتى تتمكن من متابعة القراءة