اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2020-09-23 07:31:58
يعتبر وزير المالية والخزانة التركي، بيرات ألبيرق، من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في تركيا الآن، وأكثر الوزراء الذين يختصم السياسيون الأتراك حولهم، ما بين داعم ومعارض، ولا شك أن زواجه من ابنة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إسراء، زاد من نقمة المعارضة عليه، خصوصاً مع أزمات متتالية يعانيها الاقتصاد في البلاد، جعلت “صهر الرئيس” في عين العاصفة.
فكيف وصل “ألبيرق” إلى أكثر مراكز صنع القرار تأثيراً، سواء في حكومة أردوغان، أو في حزب العدالة والتنمية الحاكم، إذ يعتبر من الشخصيات النافذة في الحزب
النشأة
ولد “بيرات ألبيرق” في 21 فبراير 1978 في اسطنبول، هو ابن رجل الأعمال المعروف “صادق ألبيرق”، لديه أخ وحيد يكبره سناً هو “سرهاد ألبيرق”، يرجع أصل العائلة إلى مدينة طرابزون شمال البلاد.
درس في ثانوية الفاتح الخاصة، وأكمل تعليمه الجامعي في كلية الاقتصاد (قسم اللغة الإنجليزية) في جامعة اسطنبول، وفي عام 2002 حصل على درجة الماستر في الاقتصاد من جامعة (pace) في نيويورك، ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة “قدير حاس” بعد تقديمه أطروحة بعنوان “توليد الطاقة الكهربائية عن طريق مصادر الطاقة البديلة”.
الزواج من ابنة “أردوغان”
تزوج بيرات من “إسراء أردوغان” ابنة الرئيس التركي عام 2004، وحينها كان أردوغان رئيساً للوزراء، و حضر حفل الزفاف كشهود شخصيات بارزة في حزب العدالة والتنمية آنذاك كـ”عبدالله غل” الذي كان وزيراً للخارجية وقتها، ورئيس مجلس الأمة “بولنت أرينتش”.
عمل في شركة “تشاليك هولدينغ” أثناء دراسته الماستر بين عامي 2002-2006 كمنسق مالي في مكتب الشركة (فرع الولايات المتحدة)، في عام 2006 عاد إلى تركيا، وعمل معاون المدير العام للشؤون المالية لشركة هولدينغ، مع نهاية 2007 عُين كمدير عام لشركة هولدينغ.
في نهاية 2013 ترك “ألبيرق” القطاع الخاص، وبدأ العمل ككاتب لأحد زوايا صحيفة “صباح”، كما عمل كمدير في القسم المالي والمصرفي في جامعة مرمرة باسطنبول، وتبنى العديد من المهام في منظمات المجتمع المدني.
العمل السياسي
دخل “ألبيرق” البرلمان من بوابة حزب العدالة والتنمية في انتخابات 7 يونيو 2015، عين كوزير للطاقة في حكومة “أحمد داوود أوغلو”، واستمر في منصبه خلال فترة حكومة رئيس الوزراء “بن علي يلدرم”، وفي عام 2018 مع تأسيس أول حكومة في ظل النظام الرئاسي، عين “أردوغان” صهره “ألبيرق” كوزير للخزانة والمالية ومازال في ذات المنصب إلى الأن.
حقيبة الاقتصاد
مع بداية تسلمه منصب وزير الخزانة و المالية في يوليو 2018، تلقى “ألبيرق” العديد من الانتقادات، منها تسلم سياسي لهذا المنصب الحساس، ما خلق وفق معارضيه، قلقاً متزايداً على بيئة البلاد الاقتصادية، لا سيما أن العروض التي قدمها الوزير لممثلي الاقتصاد والاستثمار العالميين لم تكن مقنعة.
ولم يكن تراجع حركة الاستثمار في تركيا، مشكلة الاقتصاد التركي الوحيدة، إذ ما لبث “ألبيرق” أن افتتح عهده في وزارته الجديدة، حتى داهمت تركيا أزمة اقتصادية حادة، في أغسطس 2018، سببها تراجع سعر صرف الليرة إلى مستويات تاريخية حينها، وتجاوز سعر صرفها في ذاك التوقيت، 7.31 مقابل الدولار، على خلفية أزمة القس “برونسون” بين الرئيسين التركي والأميركي.
ولم يستقر سعر الصرف إلا بعد جهود مضنية، لكن آثارها على الاقتصاد التركي، لم تندمل، لاسيما أن أوائل العام الحالي، ومع بداية التعافي الجزئي للاقتصاد التركي، بدأت أخبار وباء كورونا تسيطر على الأسواق، ليعاود الهبوط بشكل حاد
ردود فعل “ألبيرق” على تراجع سعر صرف الليرة التاريخي، أثارت عاصفة انتقادات، حيث صرح في لقاء تلفزيوني بتاريخ في أغسطس الفائت، بعد سؤال الصحفي “أحمد هاكان” له عن مدى تأثر حياة المواطنين بارتفاع الدولار، وكان سعر صرف الليرة التركية أثناء بث الحلقة، بحدود 7.30 مقابل الدولار، فكان جواب “ألبيرق” على الشكل التالي “هل تقبض راتبك بالدولار؟ هل لديك ديون بالدولار؟ هل لديك أي عمل بالدولار؟
هذا الجواب أثار سيلاً من الانتقادات ضده، لاسيما من زعيمي حزب الشعب الجمهوري “كمال كيلتشدار أوغلو”، وزعيم حزب المستقبل “أحمد داوود أوغلو”، خصوصاً أن الفترة التي سبقت ظهور “ألبيرق” على شاشة التلفاز، شهدت حملة تضامن واسعة أطلقها مسؤولون في حزب العدالة والتنمية الحاكم، لدعم وزير الاقتصاد مع بدء أزمة الليرة التركية في أغسطس الفائت.
خاصرة أردوغان الرخوة
وبحسب مصادر “العربية.نت” في حزب الشعب الجمهوري المعارض، فإن قيادة الحزب ترى أن “ألبيرق” بات “خاصرة أردوغان الرخوة”، لاسيما أن استطلاعات الرأي التي يجريها حزب الشعب الجمهوري، تؤكد أن أداء الوزير بات يؤثر بشكل مباشر وصريح على شعبية “أردوغان” في الشارع.
إلى ذلك، أكد الصحفي التركي “هشام غوناي” لـ “العربية.نت” أنّ “أداء وزير المالية و الخزانة التركي منذ توليه مهامه ضعيف جداً، فإذا ما نظرنا إلى أرقام الليرة، نرى بأن هناك تراجعا كبيرا بأسعار الصرف أمام الدولار، فقد كان الدولار سابقا يساوي حوالي 4.5، بينما اليوم السعر يتراوح بين 7.5، أو ما فوق ذلك، هذا دليل على أن ثقة السوق بالوزير ضعيفة”
وأضاف أنّ “الظروف التي تمر بها البلاد لها تأثير طبعاً في تراجع الليرة أمام الدولار، كما أن محاولة الانقلاب كان لها وقع على الاستثمار الأجنبي المباشر في تركيا، علاوة على الجائحة التي ضربت أيضاً العالم بأسره ليس فقط تركيا، فهذه عوامل أيضاً يجب أن نذكرها عندما نذكر تراجع الاقتصاد أو تراجع أسعار العملة في تركيا، لكن طبعاً صلة القرابة التي تربطه بالرئيس أردوغان كونه صهره، هذه أيضاً تجعل منه نقطة حساسة بالنسبة لأردوغان، لذلك المعارضة تستهدفه، و توجه له الانتقادات، ليس فقط أداؤه بإدارة الاقتصاد ضعيف، ولكن لصلة القرابة التي تربطه بالرئيس”.
قناة إسطنبول
إلى ذلك، شكل شراء “ألبيرق” مجموعة من الأراضي بمساحة 13 دونماً ضمن مشروع قناة إسطنبول المائية، فرصة جديدة لمعارضيه بيرات لشن حملة انتقادات لاذعة، وجهتها صحف المعارضة للوزير، الذي أوكل محاميه للرد على الانتقادات، فقال محاميه إن “والد الوزير (صادق ألبيرق) اشترى قطعة أرض في المنطقة عام 2003، وأن الوزير اشترى القطعة المجاورة عام 2012 بعد عرضها من قبل صاحبها للبيع كي لا تشتريها أحد الغرباء، وهو حق لكل مواطن لديه إمكانية الشراء”، لكن هذا التوضيح لم يوقف حملة الانتقادات ضده، ما دفع “ألبيرق” إلى السعي لإصدار قرار بحظر الوصول لمواقع الخبر.
كرة القدم
بالإضافة إلى كل ذلك، ليس خفياً على أحد في تركيا دعم “ألبيرق” نادي مدينته (طرابزون سبور)، أحد أبرز أندية دوري كرة القدم الممتاز في تركيا، ولم يُخفِ “ألبيرق” دعمه وأفراد عائلته للنادي، مؤكداً أنه ومن معه من الوزراء مشجعي النادي يعملون خلف الكواليس بكل الإمكانات لنجاح النادي.
هذا الدعم المصرح به من عائلة “ألبيرق” ككل، ومن الوزير على وجه الخصوص، أثار قضية الارتباط السري بين عالم السياسة و الرياضة في البلاد، وتلقى على إثرها مطالبات عديدة من جماهير الفرق المنافسة، بالاستقالة من منصبه.
مدرسة فتح الله غولن!
أما المفاجأة الأبرز، وفق ما علمت “العربية.نت” فتكمن في أن ألبيرق درس في ثانوية الفاتح التي تتبع لتنظيم “فتح الله غولن في إسطنبول، وهو ما أثار انتقادات خصومه، مع بدء ملاحقة أعضاء التنظيم، والمستفيدين من مؤسساته، إذ أضحى العشرات من زملائه في مقاعد الدراسة ما بين مساجين، أو متهمين يمثلون أمام المحاكم التركية، بينما ألبيرق في أعلى سلطات الدولة، الأمر الذي تسبب مراراً في جدل داخل البرلمان، بين نواب المعارضة، والوزير ، أبرزها النقاش الشهير الذي حصل بين ألبيرق، و نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري المعارض “أوزغور أوزال” في نوفمبر 2018.
إمبراطورية الإعلام الموالي لأردوغان
إلى ذلك، تمتلك عائلة ألبيرق إحدى أهم المجموعات الإعلامية في تركيا، مجموعة “تركواز” ، ينبثق عنها العديد من الصحف و القنوات التلفزيونية، إما عبر الملكية المباشرة الكاملة، أو عبر امتلاك الأسهم، وأهم دعائم هذه الامبراطورية الإعلامية، صحف “تقويم” و”صباح”، و قنوات “ATV” و “A HABER”، وجميعها داعمة لأردوغان، والحزب الحاكم، ما شكل نواة صلبة داعمة تروج لسياسات أردوغان، ومنصات تهاجم خصومه من المعارضين.
كذلك تمتلك عائلة ألبيرق صحيفة “يني شفق”، وهي صحيفة يومية محافظة.
ففي دراسة أجراها وقف “هرانت دينك” عام 2015، فإن الصحيفة تعد من أكثر الصحف المحرضة على الكراهية في البلاد، وحل اسمها في الترند العالمي بعد نشرها لمقابلة أجرتها مع العالم الأميركي الشهير “Noam Chomsky”، وتبين فيما بعد أن بعضا من أجزائها مزيف .
المشاريع الحكومية
إلا أن الانتقادات الموجهة إلى “صهر القصر” لا تستند فقط على كل ما سبق، بل تنضم إليها مسألة المناقصات والفوز بها.
فقد عُرفت شركة “كاليون” التابعة لعائلة ألبيرق”بأنها فازت بمناقصات مشاريع حكومية عملاقة بشكل مثير، ومن أهم هذه المشاريع، مشروع إنشاء مطار اسطنبول الجديد، الممر البحري لقبرص التركية، طريق شمال مرمرة، خط مواصلات الميتروبوس، ملعب باشاك شهير، و العديد من مشاريع المترو في اسطنبول والمدن الكبرى، وبعض الشراكات في شركات الماء والكهرباء.
مطار إسطنبول
بعد اجتماع لمجلس الوزراء عام 2013، حول ازدحام مطار “أتاتورك”، وقلة سعته، تم الوصول لقرار بناء مطار جديد في اسطنبول، كأكبر عملية استثمار في تاريخ الجمهورية التركية.
وفازت بالمناقصة “مجموعة الاستثمار المشترك”، التي تعد شركة “كاليون” أكبرها وأهمها، وافتتح أردوغان المرحلة الأولى من المطار عام 2018.
خلال فترة بناء المطار كانت صحف المعارضة تنشر بين الحين والآخر، أخباراً حول وفاة عمال بسبب ضعف شروط العمل، وفي شهر نيسان عام 2018، ظهرت ادعاءات بوفاة 400 عامل من عمال المطار أثناء عملية البناء، ما وضع وزارة العمل في حالة اضطرار للإدلاء بتصريح أكدت فيه أن “عدد العمال المتوفين خلال فترة بناء المطار هو 27”.
وفي شهر أيلول 2018 تظاهر عمال المطار، مطالبين بتحسين ظروف عملهم، ما دفع قوات الأمن لإطلاق الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، وبحسب نقابة عمال البناء:”تم اعتقال 600 من العمال بعد المظاهرة”.
ميتروبوس إسطنبول
هو خط مواصلات يربط إسطنبول بطرفيها الأوربي والآسيوي، و يتشكل من 44 محطة.بدأت شركة “كاليون” العمل بالمشروع في شهر مايو 2006، وتم افتتاحه على مدى ثلاثة مراحل آخرها كان عام 2008 كما هو الأن.
طريق شمال مرمرة
هو طريق يصل شقي اسطنبول الآسيوي والأوروبي عبر جسر “ياووظ سلطان سليم”، والهدف منه تسهيل التنقل بين القارتين عبر تخفيف الضغط عن الطرق الأخرى، فازت بمناقصة مشروعه “مجموعة الاستثمار المشترك”، و بدأت بناءه عام 2013، ثم افتتاحه بشكل كامل عام 2017.
هكذا وعبر العديد من الملفات الشائكة راكم “صهر القصر” عداءات وانتقادات جمة، من قبل شرائح واسعة في البلاد.
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق
مصدر الخبر