يلا خبر | قرش صاغ واحد تسبب في احتلال مصر سبعون عاما

اعداد. عصام صبري حافظ

قام أحد الرعايا الملطيين المقيمين في مصر في مدينة الأسكندرية، وبالتحديد في 11يونيو عام 1882 بزيارة القنصلية البريطانية؛ فأهداه القنصل البريطاني المستر “مالت” جنيها مصريا وكان الجنيه المصري في ذلك الوقت يعد مبلغًا ضخمًا جدًا وعندما خرج من القنصلية، قرر هذا المالطي بصرف الجنيه علي الحانات والمواخير وشرب الخمر،،

فأوقف عربجي مصري يدعي ” السيد العجان” وركب معه عربته الكارو وفرح” السيد العجان” جدًا؛ لأن الراكب أجنبى، وسيدفع له ببذخ وسار العجان في طريقه مع المالى، فاوقفه المالطي بجوار حانة؛ لشرب الخمور ونزل من الكارو ودخل الحانة وقال للعجان : انتظرني هنا فانتظره العجان لفترة طويلة خارج الحانة؛ حتي خرج له وركب معه..
تكرَّر نفس المشهد عدة مرات إلى أن وصلوا إلى أحد المقاهي بحي اللبان بمدينة الأسكندرية، ونزل المالطي من الكارو دون أن يدفع شيئ للعجان، فناده العجان وطالبه بأجره فألقي له قرش صاغ علي الأرض، فغضب العجان وطالبه بحقه كاملًا؛ لأنه قضي معه ساعات طويلة متنقلا بين الخمارات في حرارة الشمس وحدثت مشادة بينهم فأخرج المالطي سكين وانهال علي العجان طعنا؛ حتي قتله،،

تجمع أهالي حي اللبان وثاروا؛ لقتل العجان وقامت مشادات بينهم وبين الرعايا الأجانب، فهرب المالطي إلى منزل أحد المالطيين الكائن باللبان فذهب الأهالي ورائه وتفاجأ الأهالي أن هؤلاء الرعايا يحملون أسلحة، وأطلقوا النار علي المصريين فقتلوا حوالي 238مصرى، وفي المقابل قتل حوالي 75فردًا من الرعايا الأوربيين.

وقد قلبت تلك الحادثة الرأي العام الأوربي وجاءت تلك الحادثة تزامنًا مع التصادم بين الخديوي وعرابي ومطالبة الشعب بطرد الرعايا الأجانب من مصر .

هاجمت صحف بريطانيا عرابي في ذلك الوقت هجومًا شديدًا؛ حتي أنه كان حديث صحف أوروبا لفترة،،

بعد ذلك وصل الأسطول البريطاني والفرنسي وقاموا بضرب الأسكندرية وهاجموها، وراح ضحية ذلك الهجوم الآلاف من المصريين وهُدمت الإسكندرية، وأعلنت بريطانيا احتلال مصر رسميا، والذي دام لمدة 70عامًا؛ حتي ثورة يونيو التي قام بها الضباط الأحرار عام 1952 وأعلنوا استقلال مصر .