اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2020-09-10 10:55:49
المصدر: واشنطن – بيير غانم
تشهد منطقة شرق المتوسط تطورات كبيرة بين الحلفاء الأطلسيين، تركيا واليونان وفرنسا، لكن الولايات المتحدة تبدو بعيدة عن مسار الأحداث الساخن، ولم نشهد الاتصالات المحمومة التي كان الرئيس الأميركي يجريها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلما جدّ أمر مهم.
منذ أسابيع، تحدّث ترمب عن اتصالاته السابقة مع الرئيس التركي في مقابلة تلفزيونية، وقال إن زعماء العالم يطلبون منه التحدّث إلى أردوغان لأنهم يفشلون في التفاهم معه، لكن الرئيس الأميركي ومنذ أسابيع وعلى رغم الأزمة الناشئة في شرق المتوسط يبدو بعيداً عن التفاصيل، وترك الأمر لأوروبا لمعالجة ما يجري، فيما ينقسم العاملون في الإدارة الأميركية بين غاضب من تركيا ومتمسّك بـ “الحليف الأطلسي”
تركيا الأطلسية
مسؤول أميركي تحدّث إلى “العربية.نت” وشدّد على موقف واشنطن بالقول “إن تركيا حليف أطلسي قديم وشريك أساسي في التحالف للقضاء على داعش” وأضاف “إننا نعمل معاً وعن قرب لمواجهة التحديات الجدّية التي تواجه شعبينا”.
ويعكس هذا الموقف من المسؤول الأميركي عقلية الموظفين الكبار في واشنطن، فتركيا كانت دائماً حجراً أساسياً في التحالف ضد الاتحاد السوفييتي، وتشكّل ركناً أساسياً في تطبيق “سياسة الاحتواء”، وتريد واشنطن التمسّك بهذا الحليف بصرف النظر عمن هو الرئيس في أنقرة، ويضيف المسؤول الأميركي قائلاً لـ”العربية.نت”: “إننا ما زلنا ملتزمين بالعلاقة الاستراتيجية مع حليفتنا في حلف الأطلسي، تركيا”
ويؤكد لوك كوفي مدير مركز السياسة الخارجية في معهد هيرتاج الأميركي هذا التوجّه في صفوف المتخصصين الأميركيين في الشؤون التركية، وقال في تصريحات سابقة لـ”العربية.نت”: إنه رغم الصعاب من حين إلى آخر، تبقى تركيا حليفاً موثوقاً وتنفّذ تعهداتها بحسب ميثاق الأطلسي، وتعمل من ضمن الحلف في أفغانستان، وتساهم في مهمات الحلف في البلقان خصوصا كوسوفو، وهي مقرّ لمنظومة صواريخ دفاعية مهمة جداً لحلف الأطلسي وأوروبا”
التبرّم من أردوغان
لكن الكثيرين في الإدارة الأميركية يسألون أنفسهم إلى أي حدّ سيتمكّن الرئيس التركي من التسبب في التوترات وتغيير معالم النفوذ في المنطقة وتبقى الإدارة الأميركية متفرّجة على ما يحصل من دون تدخّل أو فرض عقوبات.
وكان لافتاً انتقاد الإدارة الأميركية لاستقبال الرئيس التركي لقيادات “حماس” الشهر الماضي، وقال بيان المتحدثة باسم الخارجية مورغان أورتاغوس إن “الاتصال بهذه المنظمة يعزل تركيا عن المجموعة الدولية”، وأشارت إلى أن هذا الاجتماع يتبع اجتماعاً أول حصل في أول شباط/فبراير.
وتعطي الولايات المتحدة الانطباع أنها فقدت صبرها من تكرار تركيا التسبب في التوترات. فإدارة ترمب وجدت منذ العام 2018 في مسألة الطاقة شرق المتوسط باباً لربط دول المنطقة في تقاسم الثروة، لكنها ترى الآن أن هذا الطموح يتحوّل إلى كابوس.
وشدّد المسؤول الأميركي لـ”العربية.نت” تعليقاً على هذه القضية أن “مصادر الطاقة شرق المتوسط يجب أن تروّج وتقدّم أساساً متيناً لتوفير طاقة مستدامة ومضمونة، وأن تعطي بحبوحة في المنطقة بمجملها”. وأشار معلّقاً على التوتر شرق المتوسط إلى أن الولايات المتحدة تدعم بقوة الحوار بين تركيا واليونان، وأضاف أن الولايات المتحدة “تشجع الأطراف على الحوار حول هذه القضايا وتحاشي أي تصرفات تزيد في زعزعة الثقة”
ابتعاد ترمب
يبقى الرئيس الأميركي الغائب الأساسي في هذه النقاشات والجهود، وينتظر البعض منه أن يستعمل دبلوماسيته فيما ينتظر آخرون أن يستعمل العصا الغليظة.
أكثر ما يغضب الأميركيين المعارضين لسياسات أردوغان هو شراء أنقره منظومة اس 400 من روسيا. المسؤول الأميركي قال لـ”العربية.نت” إن الولايات المتحدة “ما زالت تعارض بشدّة شراء تركيا لمنظومة الدفاع اس 400 ونحن قلقون جداً من التقارير التي تشير إلى أن تركيا تتابع جهودها لتشغيل هذه المنظمة”.
هذا الموقف هو ذاته الذي أشارت إليه الإدارة الأميركية من قبل، لكن السؤال الأكبر يدور حول إصرار الرئيس التركي على متابعة سياساته من دون التجاوب مع مطالب واشنطن.
ويعتبر الخبير في مؤسسة هيرتاج أن قضية منظومة أس 400 فيها إشكالية ويقول “إنه من الصحيح القول إن تقارباً حصل في الفترة الأخيرة بين الرئيس أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهذا يعود لشخصيتي الرجلين وبرغماتيتهما”.
ويضيف لوك كوفي “لا أعتقد أننا سنشهد تحوّلاً في العلاقات الروسية التركية لتصبح قريبة، والسبب هو فقط أن الطرفين لديهما أهدافا متنافسة عديدة” ويشير إلى أن البلدين شهدا اثنتي عشر حرباً خلال السنوات الخمس مئة الماضية و”أردوغان أعطى أسلحة مهمة لأوكرانيا مؤخراً من بينها مسيّرات وكانت فعّالة جداً ضد السلاح الروسي”.
الشكوك الأميركية
يمثّل هذا الاتجاه تسامحاً لدى الطبقة السياسية والبيروقراطية تجاه تركيا، لكنه يعبّر أيضاً عن أن واشنطن تنظر بشكوك كثيرة إلى الرئيس التركي ولن تتوقف هذه الشكوك إلى أن يعود الرئيس الأميركي إلى التخاطب مع أردوغان ويصل معه إلى تفاهمات واضحة، خصوصاً الالتزام بالخط الأميركي في السياسة الخارجية واحتواء روسيا بدلاً من إثارة المشاكل والتقرّب من فلاديمير بوتين.
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق
مصدر الخبر