يلا خبر | أحمد الكاس.. لؤلوة الكرة المصرية وصاحب الرقم القياسي التاريخي

هو مثال للاعب كرة القدم المتكامل من أصحاب المهام الهجومية، فتجده هدافاً بارعاً يجيد التسجيل برأسه وقدميه، وصانع ألعاب ماكر بلمسات ساحرة، ومصوب ماهر يمطر شباك المنافسين بالأهداف، مجسداً كلمات أغنية «كامل الأوصاف يا قلبى» داخل المستطيل الأخضر، هو اللؤلؤة السمراء للكرة المصرية، أحمد الكاس.

«كاسو.. كاسو»، هكذا كان الهتاف الذى اشتعلت به مدرجات ملاعب الكرة فى مصر على مدار مواسم عديدة خلال عقد التسعينيات، خلال توهجه فى صفوف الأوليمبى والزمالك، فانتزع الكاس اّهات عاشقى المستديرة بمهارته الفذة وموهبته النادر تكرارها.

أحمد عبده عبدالعزيز عبدالله، الشهير بـ«أحمد الكاس»، من مواليد الثامن من يوليو من عام 1965، بحى محرم بك بمدينة الإسكندرية معشوقته الأولى، وانضم لصفوف الناشئين بالنادى الأوليمبى وهو فى سن صغيرة صال وجال خلالها بقميص الفريق السكندرى العريق، قبل أن يخطو الخطوة الأكبر فى رحلته مع المستديرة بالانضمام لصفوف الزمالك محققاً حلمه الذى طال انتظاره فى عام 1995 ليكون أحد أفراد فريق الأحلام بالقلعة البيضاء، واختتم «كاسو» مشواره مع اللعبة بالعودة من جديد لمحبوبته الإسكندرية والدفاع عن ألوان قميص كل من الاتحاد والأوليمبى.

وساهم الكاس فى تتويج الزمالك بلقبى دورى أبطال إفريقيا والسوبر الإفريقى، محققاً طفرة كبيرة فى خط هجوم الفارس الأبيض، ومدوناً حكاية عشق خالدة بينه وبين أنصار ميت عقبة خلال فترة وجيزة.

أحمد الكاس الهداف بالفطرة مازال مشهد صناعته هدف بلوغ منتخب مصر مونديال 90 بشباك المنتخب الجزائرى عالقاً فى أذهان أنصار اللعبة، فضلاً عن سطوع نجمه بقميص أحفاد الفراعنة بسماء باليرمو خلال منافسات كأس العالم، فكان أبرز العناصر الأساسية التى يعول عليها الجنرال محمود الجوهرى داخل كتيبة الفراعنة، كذلك أهدافه المؤثرة فى رحلة المنتخب القومى بأمم إفريقيا 96، والتى سجل خلالها ثلاثة أهداف، وغيرها من اللقطات المضيئة فى المسيرة الدولية الحافلة للؤلؤة السمراء.

أحمد الكاس بمثابة حكاية فريدة فى الإبداع دونها الفتى الأسمر فى سجلات الكرة المصرية على مدار مشواره الكروى، الموهوب ابن الإسكندرية المولع بجمال بحرها ودفء شوارعها، امتلك عدداً كبيراً من الأرقام القياسية خلال مسيرته الذهبية داخل المستطيل الأخضر.

ويعد الكاس واحدا من العظماء التسعة الذين انضموا لنادى المائة فى الكرة المصرية واجتازت أهدافهم المائة هدف عبر تاريخ الدورى الممتاز، حيث سجل «كاسو» هدفه المائة بقميص الزمالك فى شباك الألومنيوم موسم 1996-1997.

الكاس هو اللاعب الوحيد عبر تاريخ الدورى المصرى منذ عام 1948 الذى ينال لقب هداف المسابقة لثلاثة مواسم متتالية، وذلك خلال مشواره مع الأوليمبى فى التسعينيات، منهم مرة مناصفةً مع بشير عبدالصمد، نجم الإسماعيلى.

ويعتبر النقاد والخبراء أن هدف «كاسو» فى قمة الدورى الممتاز موسم 1996-1997 هو واحد من أجمل أهداف مباريات القمة عبر تاريخها.

كما كان «كاسو» هو أول لاعب فى تاريخ منتخب مصر يحصل على جائزة رجل المباراة فى كأس العالم، وذلك فى مباراة الفراعنة أمام منتخب الطواحين الهولندية فى عام 90، بعد تقديمه مستويات فنية رُفعت لها القبعات، حيث كانت الجائزة وقتها تُمنح من خلال تقييم الصحفيين.

ليبقى الكاس موهبة فذة خطفت قلوب عشاق المستديرة فى مصر على مدار سنوات عديدة، ينال قدراً كبيراً من حب أنصار جماهير الكرة المصرية بشتى ميولها.