اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
1970-01-01 00:00:00
يصادف اليوم، الذكرى الـ137 لوفاة الأمير عبدالقادر الجزائري، مؤسس الجزائر الحديثة، الذي اشتهر بنضاله ومناهضته للاحتلال الفرنسي لبلاده.
ولد الأمير عبدالقادر، في السادس من سبتمبر عام 1807 في قرية القيطنة بولاية وهران في الجزائر، وتنتسب عائلته إلى الأدارسة، الذين يمتد نسبهم للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، وكانوا حكاما في المغرب العربي والأندلس، وكان والده محي الدين، شيخا للطريقة القادرية في الجزائر.
حياة الأمير عبدالقادر مرت بثلاث مراحل أساسية، الأولى كانت رحلات قام بها الى عدد من الدول العربية، هدفها التعلم والمعرفة على أوضاع البلدان ثم تفرغه للقراءة، والثانية عاشها في الجهاد والمقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، والثالثة نفيه إلى دمشق.
كريمة الشامي: كلمات العالم لا تكفي في ذكرى وفاة الأمير عبدالقادر
وتقول الكاتبة كريمة الشامي، حفيدة الأمير عبدالقادر الجزائري، إنه عاش رجلا ومات عظيما، ولا تكفى كلمات العالم في ذكرى وفاة رمز من رموز بلد المليون شهيد.
وأضافت الشامي، في ذكرى وفاة جدها لـ”الوطن”: “رحمة الله على أميرنا، وعلى كل شهدائنا الأبرار، ويؤسفني ما أراه بين أبناء وطني من انقسام في الجذور”.
وتابعت: “في ذكرى وفاة الأمير عبدالقادر، وبعيدا عن كوني أنتمي دما لهذا الرجل العظيم وكلي مفخرة بذلك، إلا أني أوقن تماما، أننا لم نعط للرجل حقه، بلد كحال الأمة العربية مع زعمائها، فقد تعمدنا على فترات من الزمن من طمس أفعال الرجال، وإجحافهم”.
وأضافت: أن الأمير عبد القادر كزعيم عربي وليس كمؤسس فقط للدولة الجزائرية، نال من النكران ما لم ينله غيره، وحملات تشويهه والطعن في تاريخه على مدار سنوات، لا تكشف فقط ان الاستعمار لا ينسى من قاوموه سواء كان حيا أو ميتا و لكنها ، اي الحملات، تتعداها الى قبره لطمس تاريخه حتى لا يكون قدوة للأجيال القادمة.
وأكدت الشامي بمناسبة ذكرى وفاة الأمير عبدالقادر، أن حربه لم تنته مع الاستعمار بوفاته، لكنه حاربهم من قبره، والدليل تلك الحملات الممنهجة التي أرادت محو كل تاريخه وفكره، وكل ما يرمز له ليس فقط كمحارب شريف زاد عن وطنه بالنفس والنفيس، ولكن كإنسان كان دينه الإنسانية أولا وأخيرا.
وفي عام 1823، خرج والده للحج وأصطحب عبدالقادر معه، الذي تعلم الكثير خلال تلك الرحلة، التي استغرقت عامين.
وبعد عودته، تفرغ عبد القادر للقراءة والتأمل، وفي عام 1830، تعرضت الجزائر للاحتلال الفرنسي، وبدأ الجزائريون رحلة النضال ضد المحتل.
وعقب مبايعة الجزائريين له عام 1832 اتخذ عبد القادر من مدينة المعسكر عاصمة له وبدأ في تكوين الجيش والدولة وحقق انتصارات ضد الفرنسيين.
أدت انتصارات عبد القادر، إلى إجبار الفرنسيين على إبرام هدنة معه فكانت اتفاقية تافنا عام 1838، التي اعترفت فيها فرنسا بسيادته على غرب ووسط الجزائر.
شرع الأمير عبدالقادر بعد هذه الاتفاقية، في تشكيل حكومة وتنظيم الدولة ومكافحة الفساد، لكن تلك الاتفاقية كانت فرصة لفرنسا، لالتقاط الأنفاس لتواصل بعد ذلك القتال ضد قواته، ومع وصول الإمدادات من فرنسا، سقطت معاقله واحدا تلو الآخر.
وبعد مقاومة مريرة، اضطر الأمير عبدالقادر وأنصاره للاستسلام للقوات الفرنسية، عام 1847، بشرط السماح بانتقاله إلى الاسكندرية أو عكا، ولكن تم نقله إلى فرنسا وسجنه هناك.
وقرر رئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك لويس نابليون بعد ذلك، الإفراج عن عبدالقادر، فسافر إلى تركيا عام 1852 ومن ثم نفي إلى دمشق عام 1855، حيث لعب عبدالقادر أثناء تواجده في دمشق، دورا كبيرا في احتواء الاقتتال الطائفي، بعد وقوع فتنة طائفية في الشام، بين الدروز والموارنة سنة 1860، هو الموقف الذي كان محل إشادة عالمية.
الأمير رغم كل ما عاناه حيا وميتا إلا أنه ظل النبراس بفكره
لم يكن عبدالقادر محاربا فقط، بل كان فقيها وقارئا وشاعرا وكاتبا، حيث كتب عدة مؤلفات، ليتوفى بدمشق في 26 مايو عام 1883، عن عمر ناهز 76 عاما، وفي عام 1965، تم نقل جثمانه إلى الجزائر، ودفن في المقبرة العليا.
واختتمت الشامي حديثها لـ”الوطن”: “الأمير عبدالقادر علمنا وربى الأجيال على الإنسانية والحب والتسامح رحمة الله عليه، وما يحز في نفسي وأنا استجمع تاريخ الإمام في هذه الوقفة، أن التكريم الذي ناله الأمير من الغرب كاعتراف منهم بعظمة الرجل عالميا، نرى عكسه بين أهله، حيث الجحود والنكران والطعن بضاعة عربية بحتة، وأختم مداخلتي البسيطة هذه، بأن الأمير ورغم كل ما عاناه حيا وميتا، إلا أنه ظل النبراس الذي بسط فكره، كما بسطت مواقفه لمسة إنسانية لا يمكن أن تزيلها سياسات النكران فالأمير أمير حيا وميتا، وكفاحه كإنسان سيظل علامة فارقة في تاريخ يرحل عبره الرجال، ويبقى الأثر والمآثر”.
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق
مصدر الخبر