اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
1970-01-01 00:00:00
ما إن وصلت عقارب الساعة عند السابعة مساء، إلا وانطفأت الأنوار وسُحبت الأبواب من الأعلى إلى الأسفل لتغلق في وجه الرواد، ينشر الظلام نفسه سريعاً في شوارع وسط البلد التى اعتادت يومياً على استقبال آلاف الرواد على المحال والمقاهي والمطاعم، ليسود الصمت بقوة، بعد قرار الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بإغلاق جميع المنشآت والمحال من الساعة السابعة مساء وحتى الساعة السادسة صباحاً أمام الجمهور من الخميس الماضى وحتى يوم 31 من الشهر الجارى، بسبب تفشى فيروس كورونا.
المول التجاري الضخم الذي اعتاد أن يعج بالزوار والأنوار وزخم حركة الأقدام، بدا صامتاً ومظلماً وأبوابه مغلقة، بينما ورقة بيضاء معلقة على الأبواب الزجاجية المكشوفة بوضوح من خلف أبواب حديدية، تتضمن نص قرار مجلس الوزراء، لإعلام الزوار بموعد الإغلاق الإجباري، “الحي بعت الورقة دي من الظهر وقالنا كل حاجة تكون مقفولة على 7 بالليل، وخرجوا الناس من 6 ونص وقفّلوا المحلات”، يقولها “إبراهيم. م”، أحد حراس المول، مشيراً إلى أن عددا من موظفي الحي ومعهم قوة شرطية كانوا بالفعل وصلوا إلى مقر المول عند الساعة السادسة مساءً لمراقبة تطبيق القرار، ولم يغادروا إلا وتأكدوا من الإغلاق التام للمول عند السابعة مساء، أي بعد ساعة واحدة من حضورهم، موضحاً أن حالة من الاستياء بدت على وجوه أصحاب المحال والتجار بالمول الذي يبيع أجهزة الحاسب الآلى ومسلتزماته والإلكترونيات، إذ أنهم رأوا في عمليات الإغلاق المبكر، إهداراً لفرص عمليات البيع والتجارة، بينما خلا مول طلعت حرب من أي وجود حتى الحراس، حيث أبوابه مغلقة وإضاءة بسيطة فى الداخل من دون أي ظهور لأصحاب محال أو حراس.
وتحولت سريعاً منطقة التوفيقية المكتظة بالمقاهى والمطاعم إلى أبواب مغلقة، فيما تكدست المقاعد على أبواب المقاهى والحانات، بينما بعض الرجال من أصحاب الحانات والعمال فيها يقفون على أبوابها فى دهشة من الوضع الذى بدت عليه المنطقة، من ظلام وإغلاق تام لكل المحال، فى مشهد غير معتاد، ويشير محمود عمار، أحد العمال بمحل هواتف محمولة، بشارع زكريا أحمد، إن رجال الحى نبهوا على أصحاب المحال عند الثالثة عصراً وحضروا عند السادسة والنصف لمتابعة تنفيذ القرار، موضحاً أن كل أصحاب المحال التزموا بالقرار خشية من أي عقوبات قانونية، قائلاً: “كل المحلات قفلت ما عدا محلين هنا كانوا فاتحين، فعدى رئيس الحى وقعد يزعق وخلاهم يقفلوا بالعافية”.
وفي شارع بستان الدكة، بمنطقة التوفيقية، يقف حمادة عباس، 38 عاماً، أحد العاملين فى مقهى أم كلثوم بذات الشارع، مراقباً عددا من موظفى الحى ورجال الشرطة وهم يسيرون لمتابعة التأكد من الإغلاق التام للمحال والمقاهى، مبدياً تعجبه من حال وسط البلد ومنطقة التوفيقية، معلقاً: “كل المحلات فجأة قفلت والناس قامت من على الكافتريات ومكانتش عايزة تقوم إلا لما شافت الناس بتوع الحى والأمن وصلوا فقاموا”، مشيراً إلى أن القرار يسبب خسارة لأصحاب المقاهى والمطاعم إلا أنهم مضطرين الالتزام به لحين مرور أزمة فيروس كورونا، قائلاً: “والله لو هو ده اللي هايمنع الفيروس والوباء ده، خلاص مافيش حل غير إن الكل يلتزم وربنا يعديها على خير”.
وفي شارع الألفي الممتلئ بالمطاعم والمقاهي بوسط البلد، أُغلقت كل المحال التجارية والمقاهي، بينما بقى المواطنون لم يرحلوا وسكنوا المقاعد المقامة على جانبى الممشى، بعد أن جلبوا بعض المشروبات من “الأكشاك” والبسكويت والحلوى، لتناولها أمام المقاهى المغلقة، وبعض منهم كانوا يجلسون على المقاهى إلا أنهم بعد أن أغلق المقهى أصروا على البقاء فى الشارع وقضاء ليلتهم على أحد المقاعد بممشى الشارع، وتقول هبة. م، 36 عاماً، موظفة بإحدى شركات قطاع الأعمال، إنها خرجت مع شقيقتها وأبناء شقيقتها إلا أنها فوجئت بتطبيق القرار فأصرت معهم على استمرار سهرتهم في الشارع، قائلة: “الشوارع عاملة كأنها الفجر بس إحنا مش خايفين لأن في ناس وشرطة والدنيا أمان”.
ويضيف إيهاب الجمل، موظف بإحدى شركات الاتصالات، أنه علم بالقرار منذ الصباح ولكنه كان يرتبط بموعد بإحدى مقاهى وسط البلد، لكنه بعد تطبيق الإغلاق بقى مع صديقه لرصد الأجواء التي تغيرت في دقائق من نشاط وأنوار وحركة إلى سكون وظلام وهدوء، قائلاً: “القرار كويس طالما في صالح الناس وهايقلل من أزمة الوباء وانتشار الفيروس”.
وأغلقت كل المحال التجارية في شارعي وطلعت حرب و26 يوليو، فيما سارت سيارات شرطة وانتظمت حركة المرور التي انخفضت كثافتها، وأغلقت المحال والمقاهى بشارع هدى شعراوي وتم إغلاق كامل المقاهى أمام وزارة الأوقاف، وسط حالة من الهدوء والظلام.
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق
مصدر الخبر