أخبار

يلا خبر | أستاذ الطب النفسي: لا قداسة لآراء المشايخ.. ومراجعة أفكارهم ظاهرة صحية – مصر

اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
1970-01-01 00:00:00

قال الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، إن مراجعة شيوخ سلفية لمواقفهم هى ظاهرة صحية يجب على المجتمع استقبالها بشكل جيد، لأن التفكير الخاطئ أمر وارد فى كل المجالات. وأضاف المهدى فى حواره لـ«الوطن»، أن التراجع عن رأى سابق يحتاج لشجاعة نفسية عالية جداً، لأن أى شيخ يكون له اتباع ومحبون، ويعتقدون دائماً أنه ينطق الصواب، ولذلك فإن تغيير رأى أو توجه أو فكرة قالها، ربما نسبة من مؤيديه تهتز ثقتهم فيه.. إلى نص الحوار:

د. محمد المهدى: التراجع عن الخطأ يحتاج إلى شجاعة عالية.. وبعض أصحاب السلوكيات التصادمية أصبح لهم دور تنموى فى المجتمع

كيف ترى مراجعة شيوخ سلفية مواقفهم القديمة؟

– هى ظاهرة صحية وفيها شجاعة، ويجب على المجتمع استقبالها بشكل جيد، لأن من مراجعة الأفكار والمواقف قيمة لا يجب مهاجمتها، لأن تغيير الرأى وارد حتى فى العلم وليس فقط الأفكار الدينية، وبشكل عام فالمراجعات حدثت فى الثمانينات والتسعينات، وشارك فيها عدد من فقهائهم لمراجعة بعض الأفكار التى نتج عنها بعض السلوكيات التى كانت تصادمية أو سلوكيات غير ملائمة، وأدت إلى نتائج صعبة، ولاقت تلك المراجعات ترحيباً من السلطات القائمة فى تلك الفترة، وهناك العديد من أصحابها خرجوا من السجون ويمارسون دوراً إيجابياً وتنموياً فى المجتمع، ومنهم كتاب ومفكرون بارزون حالياً، مثل الدكتور ناجح إبراهيم، الذى يكتب فى كل الصحف المصرية وله آراء إيجابية جداً وهو رجل مستنير.

لكن هناك آراء تركت آثاراً سلبية.. كيف ترى ذلك؟

– يجب أن يتكيف الناس على الآراء بعد مراجعتها، ولا بد أن يعرفوا أن المشايخ وعلماء الدين ليسوا مقدسين، وكلامهم ليس نهائياً، ولكنه يقول الفتوى طبقاً للظروف المتاحة أمامه وطبقاً للمعلومات المتوافرة لديه، وربما يلاحظ تغييراً فى ظروف الزمان والمكان وأحوال الناس فيفتى فيما يحقق المصلحة، ومن الضرورى أن يعتاد المتلقى على عدم الجمود على موقف واحد، أى إنه إذا أخذ موقفاً من عالم دين أو داعية قال شيئاً قديماً، ثم حدث تعديل، فيجب ألا يتوقف عند الرأى القديم، وأيضاً إعادة إصلاح ما ترتب على القديم إذا كان هذا الرأى جانبه الصواب.

مجالات الحياة اتسعت ومن الصعب على عالم الدين الإفتاء فى كل القضايا.. ولكل مجال علماؤه المتخصصون

وما التأثير النفسى للشيخ الذى يتراجع عن فتواه؟

– بالتأكيد التراجع عن رأى سابق يحتاج لشجاعة نفسية عالية جداً، لأن أى شيخ يكون له أتباع ومحبون وعشاق، ويعتقدون دائماً أنه ينطق الصواب، ولذلك فإن تغيير رأى أو توجه أو فكرة قالها، ربما نسبة من مؤيديه تهتز ثقتهم فيه، ولكن هذه هى مسئولية الشيخ أو العالم، فإنه إذا أعطى صورة لأتباعه أنه لا ينطق عن الهوى وأن كل ما يقوله يكون صواباً وكلماته مطلقة وتسرى عبر الزمان والمكان دون أن تهتز أو تتغير، فهذه صورة خاطئة وعليه مسئولية إصلاحها عند أتباعه، فلا بد أن يعرفوا الفارق بين النص الإلهى المقدس أو النص النبوى المعصوم، وبين آراء البشر القابلة للتغيير والتعديل.

وكيف يحكم المتلقى على آراء الشيخ؟

– المتلقى غير مُلزم بأن يتابع شيخاً واحداً طول الوقت، فالجمود على شيخ معين ظاهرة غير سوية وغير صحية، لأنه ممكن أن يتلقى من عالم أو شيخ فى قضية معينة وأعجبه رأيه، وفى قضية أخرى وجد أن رأيه يحتاج للصواب لأن هذه المنطقة لم يدرسها بشكل كاف أو غير متخصص فيها، لأن العلوم الدينية أصبح جزء كبير منها تخصصياً، لأن مجالات الحياة اتسعت والعلوم تنوعت وتخصصت بشكل كبير جداً، فأصبح صعباً على عالم واحد أن يفتى فى كل القضايا، فمثلاً نجد فى قضية التعاملات المالية والاقتصادية، أصبح هناك علماء دين متخصصون فى هذا الشأن، لأنه درسها وتعمق فى أسرارها، فعندما يعطى رأياً دينياً أو فتوى تقوم على دراسة متخصصة.

يجب التفريق بين علماء الأزهر ودعاة اعتمدوا على رأيهم الشخصى فى المسائل الفقهية

ما الفارق بين تعلم الأمور الدينية على يد عالم أزهر أو شيخ متشدد؟

– يجب التفريق بين التعليم المقنن والمنظم فى جامعة مثل الأزهر وأى تعليم آخر، لأنها جامعة عريقة منذ 1000 سنة، لها سمعة عالمية كبيرة جداً تستحقها، لأنها احتضنت كل المدارس الفقهية باختلاف توجهاتها، وأصبح لديها تراكم علمى كبير جداً من التراث العلمى الدينى، وكلما مرت السنون يزداد نضجاً فى استيعابه للعلوم الدينية وتقديمه لها، فيبقى بعيداً عن الشطط أو التشدد والتطرف، وهناك عدد كبير جداً من العلماء فى هيئة كبار العلماء وفى مؤسسات كثيرة جداً راسخة فيه، فمن الصعب أن تكون الآراء شخصية.


—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق

مصدر الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عطل الاضافة حتى تتمكن من متابعة القراءة