يلا خبر | في ذكرى رحيلها.. سعاد مكاوي “ملكة على عرش المونولوج” – فن وثقافة

“هتروح فين وتسيبني لوحدي، أغسل حِلل البيت بدموعي، وأطبخ على نار شوقي ووجدي، والقهوة أعملها على ضلوعي، آآاه من حبك كِبدي عليا، سمكة بنار الهوى مشوية”، بهذه الكلمات ردت الفنانة سعاد مكاوي على مطالبة الفنان إسماعيل ياسين بأنه يريد الخروج من المستشفى والعودة إلى منزله “عايز أروح”، في فيلم “المليونير” الذي عرض عام 1950.

تميزت مكاوي، التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 20 يناير عام 2008 في صمت عن عمر ناهز 80 عامًا، إذ ولدت في 19 نوفمبر 1928 لأسرة فنية، والدها الموسيقي محمد مكاوي، الذي زرع في قلب وعقل طفلته عشق الغناء.

لم تتصدر سعاد مكاوي، أفيشات الأفلام، ولم تتقاض مئات الجنيهات، أسوة بنجمات جيلها اللائي عملت معهن، لكنها بالتأكيد حظيت بحب الجمهور، الذي يردد أغانيها حتى هذه اللحظة.

اشتهرت “مكاوي” بتقديم فن المونولوج وبرعت به، خصوصًا أمام الفنان محمود شكوكو، وقدما عددا من الأغاني معًا، منها “بكرة تحلو ياسيد”، “أنا ولا أنت”، وإسماعيل ياسين “عايز أروح”، و”حظرتو ناري ياحظرتو ناري، إنت إنت ولا إنتش داري”، وشكلّت معهما حالة غنائية فريدة، ورددت “حمودة فايت يا بت الجيران”، ليقدوموا شكلًأ مختلفًا لفن المونولوج على شاشة السينما.

وفي فيلم “منديل الحلو”، للفنان عبدالعزيز محمود، غنّت سعاد مكاوي، “طربوش أخويا استوى من كُتر ما كويته.. وأنا قلبي لما انكوى بالمية بخيته”.

امتلكت سعاد مكاوي “حسًا” دافئًا ونبرات صوت لا تخطئها الأذن، جعلتها تجلس على عرش نوع من الأغنية، وتسيطر على فن المونولوج، حيث لحّن لها كبار الموسيقيين، أبرزهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ومحمود الشريف ومحمد الموجي، الذي وقعت في غرامه وتزوجا، وبعد انفصالها عنه تزوجت المخرج عباس كامل، وكان زواجها الأخير من الموسيقي محمد إسماعيل.

“وقفوا الخُطاب سنتين ع الباب.. مرضيش أبويا.. بعتوا المراسيل.. تكتب له دليلي.. مرضيش أبويا”، غنتها سعاد مكاوي بحنجرتها الذهبية، وظهر هذا المقطع في فيلم “القلب له أحكام” للفنانة فاتن حمامة وأحمد رمزي، وعبدالفتاح القصري.

وعلى موسيقى محمد عبدالوهاب، تغنت سعاد مكاوي بـ “قالوا البياض أحلى ولا السمار أحلى.. قولت اللي شاريني جوه العيون يحلى”، وشاركت الفنانة ليلى مراد في أداء أغنية “سلّم علي لما جابلني وسلّم علي”.

وقدمت سعاد مكاوي، عددًا من الأوبريتات الغنائية للإذاعة المصرية، أشهرها “دوق دوق الدندورمة، مصنوعة بذوق بإيدين توفيق الدندورمة”، و”عواد باع أرضه”.