يلا خبر | العوامل النفسية تزيد أمراض المسالك البولية

هناك شكاوى كثيرة يشكو منها مرضى المسالك البولية والتناسلية وفى بعض الأحيان لا يكون وراء هذه الشكاوى مرض حقيقى يستدعى العلاج وكل ما يتطلبه هو الرعاية النفسية لهؤلاء الاشخاص ومن هذه الشكاوى كثرة مرات التبول نهارا وليلا أو حرقان فى البول أثناء أو قبل أو بعد التبول.

يقول الدكتور عادل ابوطالب أستاذ المسالك البولية بطب بنها على الرغم من أن هذه الظاهرة قد تشير إلى وجود التهاب ما سواء فى المثانة أو البروستاتا أو مجرى البول إلا أنه بالكشف والفحوص قد لا نجد أى أثر لهذا الالتهاب أو أى مرض آخر له نفس الاعراض وفى هذه الحالة يتبين لنا أن هناك سببًا آخر لا يمت للامراض العضوية بصلة فمثلا فى إحدى المدارس كان هناك تلميذ يشكو من التهاب مثانى حاد (أى مرض عضوى حقيقى) وكان هذا التلميذ يروح ويجئ طوال اليوم إلى دورة المياه وشاهد بعض زملائه وهم يفعلون مثل ما يفعل ويكررون تبولهم على

الرغم من خلوهم من اى التهاب أو امراض تؤدى إلى ذلك وبالبحث وراء ذلك تبين أنهم يفعلون هذا كتعبير لا شعورى عن العطف تجاه هذا الزميل وهناك آخرون تبين أنهم يفعلون نفس الشىء لا تعاطفا مع الزملاء ولكن لمشاكل جنسية تعتريهم إما لفشل فى الأداء الجنسى أو لتأنيب الضمير واحساسهم بأن ما يرتكبونه من اداء هو غير مشروع فتتأثر المثانة والبروستاتا بهذا التأنيب ويؤديان لكثرة التبول حيث إنهما ملاصقتان التصاقا كاملا بباقى الاعضاء التناسلية.

ويضيف الدكتور عادل ابوطالب: وعلى الجانب الآخر قد يشكو المريض من ألم فى أحد جانبيه بسبب مرضى كالالتهاب أو حصوة فى الكلية وفى اثناء الفحوصات قد يكتشف الطبيب أن هناك عارضًا آخر أو عيبًا خلقيًا فيذكر للمريض ذلك من باب العلم بالشئ وهنا نجد أنه بعد اتمام علاج

الالتهاب أو الحصوة المسببة للآلام يستمر المريض في الشكوى متذكرا ما قيل له من وجود هذا الشىء الآخر بالكلى وعبثا نحاول اقناع المريض أن هذا الشىء لا يؤذى إلا اذا حدثت به مضاعفات كانسداد الحالب أو اذا ضغط على الأوعية الدموية أو الاعصاب التى تغذيها وهو ما قد يجعلنا نخفى عن المريض ما رأيناه اثناء الفحوص مكتفين بتسجيله عندنا فى ملفه الخاص طالبين اليه متابعة المرور علينا بين وقت وآخر.

ويستطرد: أما التبول اللاإرادى عند الاطفال فقد يلعب فيها العامل النفسى دورا مهما فمثلا عند ولادة طفل جديد فى الاسرة فان هذا الطفل يستحوذ على الاهتمام ويضطر الطفل الأكبر أو الذى قبله إلى اتخاذ طريقة يشد بها الانتباه اليه فيبدأ فى مداومة التبول اللاإرادى ليلا وهو يفعل ذلك للفت النظر أولا وإلى عقاب الأسرة لعدم الاهتمام به ثانيا ولهذا ففى مثل هذه الحالات يجب أن تتجه الأم إلى زيادة الالتصاق بابنها الغاضب وإلى اظهار حبها الزائد له حتى يضطر إلى إرضائها بالإقلاع عن هذا التبول اللاإرادى وفى نفس الوقت يجب ألا يعنفه أى فرد من أفراد الأسرة إذا ارتكب هذا الخطأ بل يشجعوه على الامتناع حتى اذا امتنع اظهروا له المديح ومنحوه البسمات.