يلا خبر | رحلة على كرسي متحرك.. “السباعي” من مريض لطبيب نفسي: قاومت الإحراج – مصر

على كرسي متحرك وبين جنبات المنزل، توقفت الحياة بين غرفة وأخرى، حتى كانت لحظة النور، وأصبح ذاك الكرسي وسيلته لحياة جديدة تملؤها نجاحات عملية واجتماعية وخيرية، فبعد علاج نفسي لندبات ألمت به نتيجة حادث أصابه في منتصف عشريناته، تحول محمد هاني السباعي من متلقي العلاج إلى مقدمه، مستفيدًا من تجربة حياته كمثال حي، يزرع الأمل ويداوي ندبات مرضاه.

“زي ما كان عقبة في الأول هو اللي ساعدني أكمل وابدأ حياة جديدة ونجاح” هكذا وصف السباعي، 34 عامًا، رحلة عمرها 10 أعوام على الكرسي المتحرك، حيث أنه في عام 2009 تعرض لحادث، ظن الأطباء في البداية أنه فارق الحياة، لكن إرادة الله أرادت له البقاء بقطع في الحبل الشوكي أحدث شللًا تامًا، تعرض على إثره لدخول العناية المركزة شهورا وإجراء جراحات، سافر لإجرائها إلى ألمانيا على نقالة تحت أجهزة التنفس الصناعي “حصل إهمال طبي وقررنا أسافر 7 أشهر علاج وتأهيل ولما رجعت أكمل علاج هنا في تالت يوم حصل اختناق وتوقف عضلة القلب وكنت شبه ميت ومريت بتدخلات جراحية تاني انتهت بعملية ترقيع القصبة الهوائية في إنجلترا”.

السباعي: هعمل مركز تأهيل نفسي لذوي الاحتياجات

أزمات مرضية بدأت قبل دخول امتحان السنة النهائية بكلية الطب بالقصر العيني وكان لها تبعات نفسية، ما جعل السباعي يؤجل اتمام بكالريوس الطب 3 أعوام، حيث أصبح الخروج من المنزل عبءً كبيرا عليه، “بقيت محرج أخرج بالكرسي ولجأت للعزلة بعد ما لقيت نفسي صفر في كل حاجة لا دراسة ولا حياة اجتماعية ولا عملية”، بحسبه في حديثه لـ”الوطن”، ليبرز الطب النفسي كطوق نجاة، أعاد إليه الشغف وحب الحياة، فتخرج وأمضى فترة الامتياز للعام الدراسي 2013 – 2014.

السباعي يطالب بزيادة الإتاحة لذوي الاحتياجات في فرص العمل ووسائل الانتقال 

رحلة سنوات جسدت خلق النور من الظلام، أصبح السباعي بسببها متحدثًا تحفيزيًا بين طلاب الجامعات ودور رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، يطلعهم على رحلته، فقرر أن يتخصص في الطب النفسي، كطبيب مقيم بمستشفى العجوزة، “عالجت حالات كتير كانت بتعاني من أفكار انتحارية بعلاج نفسي تحفيزي ودوائي ورجعوا لحياتهم الطبيعية”، بحسب الطبيب النفسي، مضيفا أنه بدأ التدريب العملي للتحضير للماجستير إضافة إلى عزمه السفر إلى انجلترا للحصول على الزمالة في شهر مارس المقبل بعد قبول أوراقه.

“الإتاحة” هي أهم المشكلات التي تواجه محمد السباعي في حياته، رغم أنه تدرب جيدا للاعتماد على نفسه وأعاد تجهيز المنزل والسيارة كي يناسبانه إلا أن بعض المناطق لا تسمح بالحركة بشكل يسير له، ليأمل أن تحتذي مصر يومًا في كل منشآتها سواء الحكومية والخاصة بالدول الأوربية والتي وجد فيها تطبيق فعال لتيسير الحركة لذوي الاحتياجات الخاصة “من حظي إني دكتور وعرفت أتعين لكن هفضل أطالب إن قانون الـ5% يتطبق علشان ناس كتير أعرفهم وعلشان كمان يبقى ليا فرصة أفضل إني اترقى طالما استحق”، متمنيا أن يتمكن من تدشين مركز تأهيل نفسي لذوي القدرات الخاصة بعد حصوله على الزمالة البريطانية “أساعدهم يقفوا على رجلهم نفسيا زيي”.

أخبار قد تعجبك