يلا خبر | كيف تصدت قبرص لانتهاكات تركيا في شرق المتوسط؟ – مصر

أكد المفوض الرئاسي للشؤون الإنسانية في الخارج لقبرص، فوتيس فوتيو، أنه لا بد من احترام سيادة الدول، ولا بد من احترام القانون الدولي، مشددا على إدانة قبرص لتوقيع مذكرة التفاهم بين تركيا وحكومة الوفاق الإخوانية المدعومة بالميليشيات الإرهابية، لأنها ضد القانون الدولي، وضد القوانين البحرية.

وأضاف فوتيو، خلال كلمتة فى جلسة “سبل تعزيز التعاون بين دول المتوسط”، أننا تمكنا من تحقيق الكثير من الشراكات في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والطاقة، “ويمكننا أن نحقق المزيد من الأمن في مجال الطاقة والنمو الاقتصادي، ويمكننا أيضا أن نتعاون من الناحية الإقليمية، عقدنا كثير من الاجتماعات مع الشباب، وناقشنا قضايا تغيرات المناخ ودور الشباب في السياسة الدولية، ونريد أن يتعلم الشباب التاريخ والثقافة في منطقتنا”.

وكان وزير الخارجية القبرصى نيكوس خريستودوليديس، أدان الاتفاق “المثير للجدل” الذى وقع بين تركيا وحكومة فايز السراج فى طرابلس الليبية. 

وقال خريستودوليديس، إن “المذكرة تنتهك القانون الدولى ولا تستند لأى أساس قانونى على الإطلاق”.

وأكد أن هذا التطور المقترن بتوقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون العسكرى، يثير المخاوف أيضاً لدى دول أخرى في المنطقة الأوسع، وكذلك يقوض جهود المجتمع الدولى لتهيئة الظروف المناسبة للسماح لقمة مكرسة لإيجاد حل سياسى للمشكلة الليبية.

وتابع: “هذه الإجراءات التى اتخذتها تركيا تأتى بعد ما قامت به أنقرة بشكل غير قانونى منذ شهور فى المناطق البحرية لجمهورية قبرص، والتى اتخذ الاتحاد الأوروبى قرارات محددة بشأنها”.

وفي مارس 2010، أجرت الولايات المتحدة مسحًا أسفر عن تقييم يتعلق بإمكانية وجود مورد غير مكتشف للنفط والغاز في منطقة حوض بلاد الشام شرقي البحر المتوسط.

وتغطي المنطقة أراضي في البحر، بما فيها التي تنتمي لقطاع غزة وإسرائيل ولبنان وسوريا وقبرص.

وحسب دراسة أخرى بعنوان “موارد الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط: التحديات والفرص”، تقدر موارد النفط وسوائل الغاز الطبيعي في حوض “NGLs” غير المكتشفة القابلة لاستخلاص تقنيًا بحوض بلاد الشام بحوالي 3.5 مليار برميل، والأهم في الأمر الكميات الهائلة غير المكتشفة من موارد الغاز الطبيعي المقدرة بحوالي 450.3 مليار متر مكعب.

تركيا بدأت بالتنقيب عن الهيدروكربون في البحر المتوسط منذ عدة عقود، بالتركيز على حوض الإسكندرون، إلا أن جهودها المتقطعة لم تثبت أي نجاح، غير أن تجدد الاهتمام بالتنقيب في مناطق البحر المتوسط التي ما زالت غير مكتشقةً وذلك كردة فعل إزاء جوالات بدأت بالتبلور في البلاد جزئيًا إزاء ترخيص التنقيب البحري الذي تقوم به الجمهورية القبرصية.

وثمة مشكلة أكثر تعقيدًا، في المنطقة هي الخلاف بين تركيا والجمهورية القبرصية، حيث تزعم تركيا أن اتفاقات الحدود البحرية الموقعة من قبل القبارصة اليونان مع دول المنطقة لاغية وباطلة، وبالتالي، عارضت تركيا برنامج الحفر جنوب قبرص ودعت كل من الحكومة القبرصية وشركة “إكسون موبيل” لوقف التنقيب، وعندما تم تجاهل الدعوة، أبرمت تركيا اتفاقا في سبتمبر 2011 مع  شمال قبرص التركية حول الجرف القاري والتنقيب عن النفط والغاز في البحر، ولم يتضح بعد ما إذا كان الإجراء يعرض محادثات توحيد الجزيرة المقسمة أو محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي للخطر.

وتشير التنقيبات الرئيسية الأخيرة في البحر شرقي المتوسط، إلى أن المنطقة تملك مقومات الظهور كمنطقة غنية باحتياطيات الهيدروكربون، إلا أن المقومات تكون ذات شأن فقط إذا أصبحت التنقيبات ذات قدرة إنتاجية.

أخبار قد تعجبك