يلا خبر | مسيرات ومواكب صوفية بالآلاف لإحياء ذكرى ميلاد الرسول: “حبيبي يا محمد.. يا كريم يا مؤيد” – مصر
اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2019-11-10 22:11:52
شهد محيط مسجد الجعفرى بمنطقة الدراسة بمحافظة القاهرة زحاماً شديداً من المواطنين الذين جاءوا من مختلف البقاع، للمشاركة فى المسيرات التى نظمتها المشيخة العامة للطرق الصوفية، فى إطار الاحتفال بمولد النبى، «الوطن» رافقت إحدى تلك المسيرات، التى انطلقت بعد صلاة العصر من مسجد صالح الجعفرى حتى المشيخة العامة للطرق الصوفية بالدراسة.
مع دقات الثالثة عصراً، بدأ الاحتشاد أمام أبواب المسجد بعد الانتهاء من صلاة العصر مباشرة، حيث وقف عدد من الشباب الذين يرتدون زياً موحداً (جلباباً أبيض، ووشاحاً أخضر) يعبّر عنهم، فقد جاءوا خصيصاً كى ينظموا صفوف السير، حيث إنه تنظيمياً سيتم تخصيص مساحات معينة من أرض الساحة لأتباع كل الطرق الصوفية المشاركة، وإلى جوارهم كان حملة الأعلام يستعدون حتى يتم رفعها فى الساحة القريبة من المسجد، حيث التجمع، الذى ستنطلق منه المسيرة، التى ستجوب الشوارع.
بدأ التحرك الفعلى عندما خرج المصلون من المسجد الذى ازدحم عن آخره، حتى إنه لم يكن لأحد أن يدخل إلى بابه الرئيسى من شدة الزحام، مما دفع البعض إلى الوقوف خارجه، انتظاراً لموعد انطلاق المسيرة بعد الاستعداد التام وإحاطة قوات الأمن المركزى المريدين لحمايتهم، بدأت أولى الصيحات التى رجّت المنطقة إلى حد دفع القاطنين فى العمارات المجاورة للمسجد إلى الخروج والنظر من الشرفات، لمعرفة ما الذى يجرى، تلك الصيحة اعتبرها محمد مصطفى، ٥٨ سنة، من محافظة سوهاج، بمثابة إذن شفهى لبدء الاحتفال، فلكل طريقة صوفية أسلوبها فى العرض، ويتم توحيدهم فى مسيرة واحدة، وتقسيمهم إلى مجموعات تكون أولاها حملة الأعلام ونهايتها طريقة صوفية أخرى: «الطبلة والأناشيد الدينية، أشهر أساليب الاحتفال، وماينفعش نعدّى سنة من غير ما نحتفل بسيدنا المختار»، تحرّكت المسيرة عدة أمتار حتى الوصول إلى ساحة التجمّع القريبة من المسجد، وقف الجميع فى صمت رهيب وكأنهم يستحضرون أرواحاً، ثم تفرقوا جميعاً، وأصبح الآن بالإمكان تمييز أصحاب الطرق وأتباعها عن بعضهم البعض، وذلك بالنظر إلى شعار كل طريقة، والذى تنوع ما بين الأخضر والأحمر والأسود.
الغالبية العظمى منهم وقفوا فى اتجاه موحّد، بينما خالفت إحدى الطرق ذلك الاتجاه وعكسته، ووقف أتباعها حاملين أعلاماً سوداء مدوناً عليها عبارات مدح للنبى، بعد وقت طويل من الصمت بدأت الأناشيد التى يردّدها الأتباع تتعالى، مما دفع حمدى أسامة، ٣٥ سنة، من محافظة القليوبية إلى الوقوف لمشاهدة الرجال وهم يتراقصون على دقات الطبول والاستماع إلى عبارات مدح النبى: «معدى صُدفة قُلت أتفرج، واللى عاجبنى فى الموضوع أنه مش مقتصر بس على أتباع الطرق، أنا شايف كل الناس هنا، ودى حاجة جديدة وكويسة».
يقول عمرو شريف، ٤٨ سنة، من أسيوط أحد أتباع الطريقة الأحمدية، إن الاحتفال هذا العام له رونق مختلف، حيث إن قوات الشرطة تشارك المواطنين الاحتفال، وذلك من خلال توزيع قوات الخيالة فى الشوارع المقرر أن تمر منها المسيرة: «شايف شرطة الخيالة واقفة على جانبى الطريق، وده مفرحنى، لأنهم عاملين شكل حلو للمسيرة، وكمان مهتمين بشكل ونضافة الخيول ومزينينها»».
تحرّكت المسيرة على هيئة مجموعات، كل مجموعة يتقدّمها كبار الطريقة، تقوم كل طريقة بالمرور أمام المواطنين فى صفوف منظمة ويلقون التحية على كل من حضر، ومعهم فرق إنشاد دينى وآخرون يحملون الطبول.
“حسين”: “باشارك فى الاحتفالات بقالى عشرين سنة وجاى مخصوص من قنا”
بجلباب أبيض وشال، وعمة خضراء، كان هناك عجوز ستينى منهمك فى الرقص والتمايل على دقات الطبول التى زلزلت المنطقة: «شرف لى إنى أرقص فى مولد النبى، وده حباً فيه»، قالها حسين خليفة، 68 سنة من محافظة قنا، والذى جاء خصيصاً للمشاركة فى الاحتفال حتى يكمل بذلك عامه العشرين فى الطواف خلف آل البيت فى جميع المناسبات الدينية: «بقالى كده 20 سنة مابافوتش مولد أو مناسبة، وهافضل لآخر نفس بالشكل ده، وهبت نفسى لآل البيت، وبعدين دى مرة فى السنة، هى اللى بنفرح فيها بسيدنا النبى ونحتفل به».
تحرّكت المجموعات المشاركة فى المسيرة بهدوء وخلفهم رجال الخيالة وبعض قوات الأمن التى انتشرت بشكل مكثف لتأمين المسيرات، وبعد أن قطع السائرون نصف المسافة تقريباً بدأت السيدات فى إلقاء الحلوى عليهم، الجميع يريد أن يتذوّقها، فبعض حملة الأعلام يسقطون أرضاً للحاق بقطعة حلوى قبل أن يلتهمها الأطفال، حتى يطفئوا نيران الجوع بداخلهم فهم الذين ظلوا لساعات يعدون لتلك المناسبة، غير مكترثين بما تشعر به بطونهم من جوع، يقول محمود سالم، ٥٦ سنة، من محافظة المنوفية، إن قطعة الحلوى هذه تمثل الكثير بالنسبة لهم، نظراً لأنها تعبير صريح عن حب النبى، وبها كرامات كثيرة، لذلك يسعى الجميع إليها، ولا أحد يريد لها السقوط، لم يكن النساء وحدهن من تلقى الحلوى، وإنما وقف رجل عجوز ذو لحية بيضاء ممسكاً بيده علبة من الحلوى، ويلقيها إلى أعلى حتى تسقط فوق رؤوس المريدين، مردداً عبارات مدح وثناء على النبى.
“إبراهيم”: “جاى من أسوان حباً فى سيدنا رسول الله ومعايا كل عيالى”
وسط الاحتفالات وقف إبراهيم حسونة ومعه ثلاثة أطفال ذوو بشرة سمراء تدل على جذورهم التى تعود إلى جنوب مصر، ممسكاً بهم جميعاً بعد أن ألبسهم زياً موحداً «طاقية خضراء وجلابية بيضاء»: «لازم يتعلموا أنهم يجوا كل المناسبات الدينية، بقالى سنين كتيرة بطلت أعدها، باجى وأشارك ودى أول سنة أجيبهم معايا ومش هتكون الأخيرة».
فى نهاية المطاف، تنتهى المسيرة عند أبواب المشيخة العامة للطرق الصوفية بالدراسة، حيث تقف كل مجموعة أمام شيخ الطريقة الصوفية، يقرأون الفاتحة أولاً، ثم بعد ذلك يرددون: «الصلاة والسلام عليك يا رسول الله»، مرات عديدة، وبعد الانتهاء من ترديد بعض العبارات يشير الشيخ لهم بالانصراف، فيتم تنكيس الأعلام والعودة فى طريق عكسى، حتى يفسحوا المجال لغيرهم.
وفى الختام، وجّه عبدالهادى القصبى شيخ الطرق الصوفية، الشكر لقيادات الداخلية، لما بذلوه من جهد فى تأمين الاحتفالات.
أخبار قد تعجبك
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق
مصدر الخبر