أخبار

يلا خبر | الله يضر لينفع، ويذل ليعز

اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2019-11-06 01:25:29

المؤمن امره كله خير ويقول الشيخ راتب النابولسى الله تعالى يضر لينفع، ويذل ليعز ، ويمنع ليعطى ، ويخفض ليرفع ، ويقبض ليبسط ، ولو كشف الغطاء لهذا الإنسان الذى ساق الله له من الشدائد ما ساق ، لذاب كما تذوب الشمعة حبا لله عز وجل .

 

قال ابن عطاء الله السكندري: “متى فتح -أي الله تعالى- متى فتح لك باب الفهم في المنع، عاد المنع عين العطاء. متى أعطاك أشهَدَك برّه، ومتى منعك أشهدَك قهره، فهو في كل ذلك متعرّف إليك ومقبل بوجود لطفه عليك.

 

إنما يؤلمك المنع لعدم فهمك عن الله فيه”. إذن، قد تُحرم من نعمة… فإن وفقك الله للتفكر في حكمته عندما حرمك، فإن هذا التفكر سيعود عليك بعطايا هي أعظم بكثير مما حرمت منه، وسترى أن الله تعالى يعرفك بأسمائه وصفاته من خلال هذا البلاء. أما الذي لا يرى البلاء إلا شرًا محضًا فمصيبته في قلة التفكر وقلة فهم حكم الله.

 

قال ابن القيم: “ولو أنصف العبد ربه، وأنى له

بذلك، لعلم أن فضل الله عليه فيما منعه من الدنيا ولذاتها ونعيمها أعظم من فضله عليه فيما آتاه منها! فإنه ما منعه إلا ليعطيه”.

 

المفتاح للتفكر والفهم هو أن توقن أن لله في كل شيء حكمة. تجاوز الشك في وجود الحكمة. أيقن بحكمة الله ثم تفكر: ما هي هذه الحكم؟ وستفتح لك حينئذ كنوز عظيمة. والمفتاح الآخر أن توقن بجهلك في مقابل حكمة الله: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة من الأية:216].

 

في كل مرحلة من مراحل البلاء الذي مررت به كنت أتمنى أن يتوقف البلاء عند هذا الحد وأعود إلى حياتي كالمعتاد. قبل تحويلي إلى السجن كنت أتمنى ألا أحول، وقبل محاكمتي كنت أتمنى ألا أحاكم، وقبل الحكم علي كنت أتمنى ألا يحكم علي، وقبل

صدور قرار نقض الحكم بعد خمسة أشهر كنت أتمنى أن ينقض الحكم قريبًا وألا تطول المدة. 

 

وفي كل مرحلة كنت أظن أن الأنفع لي أن يقف البلاء عند هذا الحد. لكنني في كل مرحلة كنت أكتشف أن استمرار البلاء كان أنفع لي من توقفه! والآن لو سئلت: هل تتمنى لو أن كل هذا الذي حدث لك لم يحدث؟ فجوابي: لا والله! بل أنا سعيد جدًا بأن الله تعالى لم يحقق لي ما تمنيته ودعوت به من الخروج المبكر من الأسر، بل اختار لي أفضل من اختياري لنفسي. 

 

أحمد الله على أن استمرت نعمة البلاء هذه المدة كلها لأقطف منها الهدايا الربانية العظيمة. 

 

قال ابن القيم: “ومن الآفات الخفية العامة أن يكون العبد في نعمة أنعم الله بها عليه واختارها له فيملّها العبد ويطلب الانتقال منها إلى ما يزعم -لجهله- أنه خير له منها. وربه برحمته لا يخرجه من تلك النعمة ويعذره بجهله وسوء اختياره لنفسه”. ثم قال: “فإذا أراد الله بعبده خيرًا ورشدًا أشهده أن ما هو فيه نعمة من نعمه عليه ورضّاه به وأوزعه شكره عليه”. والحمد لله وصلت إلى هذه المرحلة في أواخر بلاء السجن. لم تعد المسألة صبرًا فحسب، بل أصبحت أشكر ربي على ما أنا فيه من نعمة البلاء.

 


—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق

مصدر الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عطل الاضافة حتى تتمكن من متابعة القراءة