![يلا خبر | أمين الطنوبي.. بطل من حرب أكتوبر يعيش بـ”بلية” حديدية بجوار العمود الفقري يلا خبر | أمين الطنوبي.. بطل من حرب أكتوبر يعيش بـ”بلية” حديدية بجوار العمود الفقري](https://yallakhabar.com/wp-content/uploads/2019/10/ee37ec7381e99470e0c3246aefc03aeb-780x470.png)
اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2019-10-04 23:51:02
أمين محمد مصطفي الطنوبي، يبلغ من العمر 68 عاما، ابن قرية دفريه مركز ومحافظة كفر الشيخ، مدير مدرسة بالمعاش ومربي أجيال علي مدار أكثر من 30 سنة، وأب لخمسة أبناء 4 ذكور وأنثي، أحد ابطال حرب أكتوبر المجيدة، وأحد المصابين في معاركها، حيث أصيب يوم 17 أكتوبر، أثناء القتال والاشتباكات في القطاع الأوسط بسيناء، بعد معركة أسر ” عساف ياجوري” بشظية من صاروخ أطلق من طائرة ميراج، اخترق جانبه الأيمن، وبلية حديدية دخلت في ظهره بجوار العمود الفقري كادت أن تتسبب في شلل تام له وكذلك بعض الشظايا الخفيفة الأخرى في ساقه.
يقول ” الطنوبي” والذي ما زال يحفظ رقمه العسكري بالقوات المسلحة وهو”5556852″ وخرج من القوات المسلحة برتبة “رقيب مؤهلات” أنه بالرغم من مرور 46 سنة علي حرب أكتوبر، الإ أن شريط ذكرياتها ما زال يمر أمامي كأنها كانت بالأمس فقط، حيث لم ننسي معركة تحرير الأرض والعرض واستعادة سيناء وأهوال الحرب وزملائي من الشهداء والمصابين قادة وجنوداً.
….تاريخ الالتحاق بالقوات المسلحة
أشار “البطل المصاب” في حرب الكرامة، أنه من مواليد 29 سبتمبر 1951 ، والتحق بالقوات المسلحة في 19 أكتوبر 1970، بعد انتهاء حرب الإستنزاف بشهور قليلة، وأنهي خدمته العسكرية في 2 فبراير 1975 ، وكان ملحقاً بالكتيبة 310 مدفعية، تخصص إستطلاع ومساحة مدفعية.
….البداية العسكرية في سلاح المدفعية
يقول الطنوبي دخلنا الجيش بعد الهزيمة المريرة، وكان يحدونا الأمل أن نغسل العار ونسترد الأرض ونلقن اليهود ” الإسرائيليين ” درساً لا ينسوه، بعد أن أستشهد الألاف من الجنود غدراً بلا قتال ولا حرب حقيقية، فكانت البداية تدريبات شاقة في الجبال والصحراء، في الفشن بالصعيد وحصلت علي دورات وفرق في الإستطلاع والمساحة بتقدير جيد جداً، جعلت معلوماتي العسكرية في هذا المجال قوية وأهلتني لأكون حكمدار فرقة مكونة من 70 جندياً ، وبالفعل تمكنا من إجادة ما هو مطلوب منا وهي التعامل مع مدافع ” هاوزر ” الروسية ذات المدي 21 كيلو متر، وترقيت لدرجة رقيب، وكان التدريب قائم في المساحة، علي تحديد الاطوال والمسافات والاتجاهات للموقع وللمدفعية ولاتجاه العدو ومسافة الطلقة واتجاه الريح ، وقبل الحرب بشهور قليلة تسلمنا في الكتيبة مدافع من نفس الطراز ولكن بمدي أكبر يصل لـ32 كيلو.
وبالنسبة للاستطلاع فكان يتم تدريبنا علي كيفية إكتشاف مواقع العدو ومعرفة مكان تمركزه بالضبط لتحديد الأهداف بدقة عالية، حيث كنا نقوم بإطلاق أول طلقة من مدفع واحد فقط، وإذا ما تبين دقة الهدف عن طريق خروج دخان أسود من الهدف نعرف أنها أصابه مباشرة أما أذا خرج غبار فالهدف لم يصب.
….يوم الحرب 6 أكتوبر 1973
يقول ” الطنوبي” أو “الأستاذ ” كما يطلقون عليه في قريته، استدعاني قائد الكتيبة المقدم “ياسين أحمد علي اسماعيل، ضابط بلدياتي بلغة الجيش، من مركز
فوه بكفر الشيخ “، قبل بداية الطلعات الجوية للطيران بنصف ساعة، ليخبرني بصفتي حكمدار مجموعة أن الحرب بدأت وطلب مني التوجه بعربة جيب لمحاذاة القناة للاستطلاع قبل تحريك كتيبة المدفعية للخطوط الأمامية للجبهة، ثم قام بمعانقتي في مشهد لا انساه، وطلب منا الإفطار لمصلحة الحرب ومصلحتنا وبدء بنفسه ولكن نصفنا أصر علي الصيام وكنت واحداً منهم.
وتابع ” البطل ” وصلت شاطئ القناة قبل الساعة الثانية ظهراً بدقيقتين وشاهدنا الطيران يعبر بكثافة ويقصف أهدافاً مباشرة، وصدر لنا الأوامر بالعبور للضفة الأخرى بالقوارب المطاطية وتسلقنها بالحبال، قبل أن يتم تسويتها بخراطيم المياه، وفوجئت بنفسي في الضفة الأخرى بعمق 3 كيلو متر ونحن نهتف بصورة جماعية ” الله أكبر” .
ويكشف ” الطنوبي” عن سر، أن قائد الكتيبة كان بحوزته خريطة عسكرية أطلع عليها، بها سهم يشير لتل أبيب مكتوب أعلاه ” غداً نصلي العيد بها ” ، مشيراً أن المدفعية ظلت تقصف طوال النهار ونستريح بالليل طوال ايام الحرب، وكان لها دور كبير في تكبيد العدو خسائر جسيمة وتحجيم قواته ، لافتاً أن دوره كان في المفرزة المتقدمة وهي التوغل بالقرب من العدو مباشرة لمعرفة مكان تمركزه وحجم قواته لتحديد الأهداف التي ستقصف من قبل رجال المدفعية .
…. الاشتباك المباشر مع العدو
أكد ” الطنوبي ” أن القوات المسلحة قامت بتدريبهم علي الاشتباك المباشر بالأسلحة الاّلية والسكاكين حال تطلب الأمر وهو ما تم مع لواء القائد الإسرائيلي ” عساف ياجوري ، حيث دخلت الدبابات في مرمي لا يمكن للمدافع قصفها، خشية تعرض الرجال المصرية للإصابة، وتم الاشتباك مع الدبابات الإسرائيلية، وشاهدت بعيني النقيب علاء الشراكي من مدينة كفر الشيخ، يقفز علي جنزير الدبابة العلوي ويفتح الغطاء العلوي للدبابة ويسقط قنبلة يدوية بداخلها، ثم يقفز بعيداً ويدمر كل محتويات الدبابة التي كان يتباكي ” العدو” بصلابتها، مشيراً أنه قام بنفسه بقتل 3 جنود يهود في الاشتباك المباشر بعد اختبائهم داخل حفرة وأطلق عليهم دفعة من الألي.
ويتذكر ” الطنوبي ” والدموع تذرف من عينيه أنه شاهد عدد من زملائه يستشهدون أمام عينه، منهم أحد زملائه سقط فوق رأسه أثناء وجوده في حفرة برميلية، وأنه قام بمحادثته ظناً منه أنه حي، ولكن حينما قام بإزاحته من فوق رأسه وجد نصفه العلوي فقط، بينما وجد قائد الكتيبة النصف السلفي وكان يدعي ” نجاح ” من الصعيد ” وقاما بدفنه بملابسه العسكرية ، مشيراً أنه قام بدفن زميل أخر له يدعي ” رجب الوزير ” بمنطقة قريبة من مكان الشهيد الأول.
….يوم إصابة البطل ومكان حدوثها
يتذكر ” الطنوبي” لحظة إصابته بدقة وكيفية حدوثها، وذلك في اليوم الحادي عشر للحرب، وتحديداً الساعة الخامسة صباح السابع عشر من أكتوبر، حينما طلب منه قائد الكتيبة العودة من مهمة الإستطلاع، لمهمة المساحة لتوجيه المدافع بدقة ناحية العدو بعد أن تم تحديد مواقعه، وعند وصوله بالقرب من موقع مدافع الكتيبة الخاصة به، فوجئوا ب3 طائرات ميراج تابعة للعدو، تطير علي إرتفاع منخفض، وتطلق دفعة من الصواريخ والقنابل التدميرية، ففوجئت بالدماء تسيل من جسمي وقائد الكتيبة يقوم بحملي مع 3 من زملائي عن موقع القصف، ثم حملوني بسيارة لشاطئ القناة بعيداً عن موقع القتال بـ18 كيلو، وعند وصولي للمعبر رقم 26 الذي سأعبر منه للشاطئ الأخر للقناة، قام الطيران الإسرائيلي بقصفه فاضطررت أن أنام في نفس المكان لحين إصلاحه، ونظراً لأنني لم أنام منذ 11 يوم ، فنمت بجوار جثة شهيد، واستيقظت لأجد نفسي في مستشفى أبو صرير والتي حولتني لمستشفى القصاصين بالإسماعيلية، والتي قامت باستخراج شظية كبيرة قدر نصف كف اليد من جنبي الأيمن، ومكثت بالعناية المركزة، حتي تم نقلي لعنبر ببدروم المستشفى وعقب نقلي بساعات قام الطيران بضرب جانب من المستشفى واستشهد فيه عدد من الجنود، وبعدها تم نقلي بأتوبيس عسكري مجهز بسرائر لمستشفى هليوبولس بمصر الجديدة ومكثت بها أكثر من شهر ، ولم يكن أهلي يعلمون عني شئياً فطلبت من طبيبة تسمي ” ميرفت ” اخبار اهلي عن طريق جواب وحفظت لها الجميل حيث اسميت ابنتي بعد ذلك علي اسمها ، وحضر أهلي وكانت ذقني طويلة جداً وحالتي يرثي لها، والغريب أن والدتي لم تستطع التعرف علي في بداية الأمر حينما ضربت علي كتفي وسألتني عن نفسي باعتباري شخص أخر وبكي والدي من الحالة التي كنت عليها، وقامت بزيارتنا السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل أنور السادات، وسألتني هل أحتاج شيء، فأخبرتها أنني مدرس وأطلب نقلي من مركز سيدي سالم لقريتي ” دفريه ” وعلي الفور تم ارسال جواب من القيادة العامة للقوات المسلحة للتربية والتعليم بتنفيذ رغبتي في النقل ووصل للبيت في غيابي، وبعد شهر تم نقلي لمستشفى الشفاء بالعباسية، وهناك كشف علي طبيب ايراني وطلب أشعة علي ظهري، حيث أكتشف ” بلية حديدية ” بجوار العمود الفقري بـ2 مللي ، لو تم استخراجها فقد أتعرض للشلل التام وما زالت في ظهري للاّن سأقابل بها ربي بالإضافة لإصابتي لعلها تكون حجة في طلب العفو والمغفرة.
ويكمل ” الطنوبي ” حديثه الشيق، بعد تماثلي للشفاء، خرجت لمركز الرعاية الإجتماعية التابع للقوات المسلحة وهناك أعطوني كارنيه ” مصاب حرب” وتم اعطائي شيك بمبلغ مالي، ومعاش عسكري، وتقوم القوات المسلحة بتكريمي سنوياً.
ويوجه ” البطل الطنوبي” رسالة مؤثرة قائلاً ” كان نفسي اموت شهيد ولو طلبت للحرب ضد اليهود هروح تاني، ومع ذلك لا احب لأولادي أن يخوضوا حرباً بسبب أهوالها وقسوتها ، وخاصة أن أحد زملائه في الحرب ترك زوجتين و6 ابناء بعدما ارتقي شهيداً، وكنت أطلب من الله أن مت شهيداً أن يلهم أبي وأمي الصبر وأن استشهدت الأ أتشوه.
واختتم البطل قصة بطولته الشيقة موجهاً رسالة بالغة قائلا : أن السلام العادل والناجز يحتاج لقوة تحميه وتسليح جيد يرهب الأعداء ويحتاج لدولة قوية تحمي حدودها وجنود أبطال يدافعون عنها .
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق
مصدر الخبر