يلا خبر | مجددا.. مظاهرة للشرطة المكسيكية احتجاجا على حل الشرطة الفدرالية – العرب والعالم

لا تزال المكسيك الدولة الواقعة في قارة أمريكا الشمالية، غارقًة في مستنقع العنف، إذ تعتبر إحدى أكبر موردي الهيروين لجارتها من الشمال “الولايات المتحدة”، وكذلك أكبر مصدر أجنبي للماريجوانا، وتعد المكسيك، كذلك من أكثر دول العالم خطورة على وسائل الإعلام والعاملين فيها، إذ قتل أكثر من مئة صحفي منذ عام 2000 نتيجة أعمال عنف مرتبطة بتجارة المخدرات والفساد السياسي، وتبقى غالبية الجرائم بلا عقاب.

وتشهد المكسيك حوادث قتل عشرات الناس من مسلحين، وتلقي شرطتها في معظم جرائم العاصمة على دوائر تجارة المخدرات والبلطجة، التي تديرها عصابات قوية، وتخوض حكومتها منذ ديسمبر 2006 حرب على مهربي المخدرات، بينما تخوض كارتلات المخدرات في البلاد حربا على بعضها البعض من أجل السيطرة على مناطق النفوذ، ومن أجل تجارتها في المخدرات تنشر جماعات العنف بين الناس، من قتل وغيره.

 وأمس الجمعة، أعاق المئات من عناصر الشرطة الوصول إلى المبنى الرئيسي في “مطار مكسيكو”، الأكثر ازدحاماً في أمريكا اللاتينية، احتجاجاً على حلّ الشرطة الفدرالية،  وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس”: منع حوالى 300 عنصر من الشرطة الوصول إلى المبنى رقم 1 الذي تُقلع منه رحلات وطنية ودولية، احتجاجاً على قرار الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إلغاء الشرطة الفدرالية المكسيكية لصالح قوة عسكرية جديدة باسم الحرس الوطني.

واستمر التحرك مساء أمس الجمعة،  بعد 6 ساعات من التظاهر، ما تسبب بتأخير في المواصلات بما يقارب ثلاث ساعات بين وسط العاصمة والمطار، وأوضحت “فرانس برس”: وأُرغم عدد كبير من المسافرين على السير على أقدامهم وهم يجرّون حقائبهم لاجتياز مئات الأمتار الأخيرة قبل المطار. وكان مئات من عناصر الشرطة الفيدرالية تظاهروا في يوليو الماضي، وقاموا بقطع الطرق في العاصمة “مكسيكو سيتي”، احتجاجا على احتمال نقلهم للحرس الوطني، وهو قوة أمن تم تشكيلها حديثا بناء على خطة الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيزأوبرادور، لمحاربة الجريمة المتصاعدة والتصدي للفساد المستشري في الشرطة واتهم الضباط، الحكومة باقتطاع رواتبهم وانتهاك الدستور بوضعهم تحت قيادة عسكرية في الحرس الوطني.

وكان  “آملو”، تولى مقاليد السلطة في بلاده وسط تنام قياسي لأعمال العنف في البلاد، وقتل 25 ألف شخص في المكسيك جراء أعمال العنف التي تمارسها عصابات إجرامية وعصابات المخدرات. وكان”آملو”، أنتخب رئيسًا للبلاد بانتصار ساحق في يوليو 2018، وبدأ فترة ولايته في 1 ديسمبر 2018 والتي ستستمر 6 سنوات، تعهد بإحداث “تغيير جذري” في بلاده -تعاني من عنف العصابات والفقر والفساد- لا سيما في ما يتعلق بمظاهر البذخ في الطبقة السياسية.

وكان أوبرادور، المناهض للمؤسسات السياسية التقليدية والرافض لمغريات السلطة، أكد في 1 ديسمبر 2018 في خطابه بعد أداءه اليمين الدستورية بمقر كونجرس بلاده، أن إدارته ستتخلص مما وصفه بالتراث الكارثي للعقود من السنين التي حكمت البلاد خلالها حكومات “نيوليبرالية”.

وكانت مجموعة من الناشطين في المكسيك، تظاهروا في 12 أغسطس الماضي، في احتجاج دعت إليه منظمات مدنية ضد الشرطة وذلك بعد اتهام 4 من ضباط الشرطة باغتصاب قاصر في نهاية الأسبوع في سيارة دورية في “حي أزكابوتزالكو”، أمام وزارة الأمن العام في “مكسيكو سيتي”، وارتدى بعض المتظاهرين ملابس للشرطة حاملين لافتات واسلحة بلاستيكية، وأظهرت صورا نشرتها وكالة “فرانس برس” الفرنسية، قيام إحدى المتظاهرات برش “سبراي” على أحد رجال الشرطة وأحد مسؤولي المدينة، وذلك إثناء الإدلاء بحديث لوسائل الإعلام.

وفي 30 أغسطس 2016، أقيل رئيس الشرطة الاتحادية المكسيكية انريكي جاليندو، في اطار تحقيق حول احدث اعمال عنف ارتكبتها الشرطة، وقال وزير الداخلية ميجيل انخيل اوسوريو تشونج، في ذلك الوقت، ان الهدف منه مساعدة السلطات على إجراء تحقيق سريع وشفاف. وكانت “اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان” في الشهر ذاته، تقريرا اتهمت فيه الشرطة الاتحادية بإعدام 22 مدنيا خارج نطاق القضاء خلال عملية ضد تجار المخدرات في مايو 2015 في ولاية “ميتشواكان” غرب البلاد.

أخبار قد تعجبك