يلا خبر | المتحف الوطني وغابات الأمازون.. حريقان في البرازيل تألم لهما العالم – العرب والعالم

تحل، اليوم، ذكرى مرور عام على حريق المتحف الوطني بالبرازيل، الذي وقع في مثل هذا اليوم 2 سبتمبر العام الماضي، وعلى ما يبدو أن البرازيل على موعد مع الحرائق الكبرى التي هزت العالم بأسره، فبعد مرور بضعة أشهر على الحادث اندلعت حرائق غابات الأمازون، التي هزت العالم أجمع.

حريق المتحف الوطني الذي وصف بخسارة كبيرة للبشرية 

في يوم 2 سبتمبر عام 2018 نشب حريق هائل في المتحف الوطني بالبرازيل، والذي كان قد شيد قبل 200 عام في ريو دي جانيرو، وهدد محتوياته التي تصل إلى 20 مليون قطعة من الآثار والتذكارات التاريخية.

واستمر الحريق مشتعلا طوال ساعات الليل حتى تم إخماده في الصباح مع تحطم للمبنى وبدأ المسؤولون عن المتحف في حصر الخسائر التي نتجت عن الحريق، ووصفت خبيرة الآثار والباحثة البرازيلية مارينا مارال حريق المتحف بأنه “خسارة تاريخية تمس الحضارة البشرية بأكملها”، وأوضحت أنها لا تعتقد إمكانية إنقاذ جزئي لمحتويات المتحف وإعادة ترميمها، “للأسف.. وفقا لما رأيت، لم يتبق هناك الكثير”.

وفي مقال نشره الكاتب الكبير باولو كويلو عبرعن حزنه الشديد لحريق المتحف الوطني في البرازيل، متهما الحكومة والشعب البرازيلي بعدم الاهتمام بالمتحف.

وقال باولو كويلو: “لماذا جذب أكثر المتاحف روعة في أمريكا الجنوبية 150.000 زائر في السنة فقط؟ لقد أهملت الحكومة تاريخ البرازيل، ولكن كذلك الشعب”، وأضاف كويلو، في مقاله، “يسافر البرازيليون حول العالم بملايينهم، ويزورون المتاحف الرائعة مثل تيت في لندن، ومتروبوليتان في نيويورك، ومتحف اللوفر في باريس، الذي كان يضم أكثر من 8 ملايين زائر العام الماضي.

ومع ذلك، ليس من المبالغة في القول إن مدينة ريو – مع مناظرها البانورامية للجبال والغابات والبحر هي أجمل مدينة في العالم، فلماذا المتحف الوطني – المتحف الأكثر روعة في أمريكا الجنوبية مع القطع الأثرية، والمجموعة المصرية وأقدم الحفريات في التاريخ البرازيلي – يستقبل فقط 154000 زائر في السنة؟”.

فيما قال الباحث الأثري سامح الزهار، إن متحف ريو دي جانيرو الوطني بالبرازيل الذي نشب به الحريق، يعتبر من أكبر المتاحف في أمريكا الجنوبية، ويحوي آثارا من مختلف العصور والحضارات، وأشار الزهار في تصريحات لـ”الوطن” إلى أنه فيما يخص الآثار المصرية، فإن المتحف يحوي نحو 700 قطعة متنوعة الأحجام، يمتلكها المتحف بشكل شرعي، حيث خرجت تلك الآثار نتاج عمل البعثات اللاتينية في مصر، قبل إصدار قانون حماية الآثار، لافتا إلى أنه كان متاحا اقتسام الآثار مع البعثات.

وفي مؤتمر صحفي عُقد في الأكاديمية البرازيلية للعلوم مع دنيس بيرس، رئيس الجامعة الفيدرالية في ريو دي جانيرو، أعلن المتحف الوطني في البرازيل عن خطط لإعادة فتحه جزئيًا بعد مرور عام على الحريق، وكشف المتحف أيضًا أن الأضرار التي لحقت بمجموعاته كانت أقل حدة مما كان يعتقد في البداية، وقد أعلنت المؤسسة المسئولة عن المتحف عن خطط لإعادة فتح جزئي للمتحف في  غضون ثلاث سنوات، “news.artnet”.

حرائق غابات الأمازون تهز العالم

في أغسطس الماضي اندلعت حرائق شديدة في غابات الأمازون بالبرازيل، واجتاحت مئات الحرائق غابات الأمازون بشمال البرازيل، وفق بيانات رسمية، وتصاعدت الضغوط الدولية على الرئيس جاير بولسونارو، للإسراع في السيطرة على أسوأ الحرائق منذ سنوات.

وأثارت الحرائق جدلا عالميا وصل إلى حد تبادل الاتهامات على مستوى القادة، واجتماعات طارئة ومبادرات وحملات وتظاهرات، بداية من دعوات الأمم المتحدة إلى تبادل التغريدات والتصريحات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره البرازيلي جاير بولسونارو، وكانت الأمم المتحدة وفرنسا دعتا، اليوم، بإلحاح الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو إلى التحرك لحماية غابات الأمازون، التي تنتشر الحرائق فيها بسرعة، بينما تتزايد الدعوات إلى إنقاذ “رئة الأرض”.

وأمر الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو بنشر قوات الجيش لمكافحة الحرائق الضخمة المندلعة في غابات الأمازون المطيرة، وذكرت شبكة “يورونيوز” الإخبارية الأوروبية في نشرتها، الليلة، باللغة الإنجليزية، أن وحدات من الجيش البرازيلي ستنتشر في المحميات الطبيعية وأراضي السكان الأصليين، فضلا عن المناطق الحدودية الأخرى، التي تشهد حرائق هائلة في غابات الأمازون تهدد المناخ في العالم بأسره.

ونشر الجيش البرازيلي، قوات عسكرية في منطقة الأمازون، لمحاربة الحرائق الهائلة التي اجتاحت المنطقة، وقال وزير الدفاع البرازيلي، فرناندو آزيفيدو، إن حوالي 44 ألف جندي سيكونون متاحين لعمليات “غير مسبوقة” لإخماد الحرائق، مشيرا إلى أن القوات تتجه إلى 6 ولايات برازيلية تطلب المساعدة الفيدرالية.

وفي نهاية شهر أغسطس أعلنت البرازيل إخماد جميع الحرائق، التي كانت مندلعة في غابات الأمازون، وأعلن المعهد الوطني لبحوث الفضاء في البرازيل، أن النيران اندلعت فيما يزيد على 72 ألف حريق في غابات الأمازون المطيرة هذا العام وهو عدد قياسي للحرائق في الدولة.

أخبار قد تعجبك