اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2019-08-26 19:19:32
كان يقتطع من قوت يومه ليشترى الألوان وورق الرسم، وكل سعادته فى تلك الأوقات التى يقضيها منكباً على فنه، يبدع ويبدع، يرسم من ذاكرته بالفحم أى وجه يراه، رسم وجوه شهداء مصر من الشرطة والجيش، وضحايا الإرهاب من بلدته المنصورة، ومثلما رسم البشر، رسم الشجر والزهور والطيور، فقد كان عاشقاً للجمال من الخيال، لأن واقعه فى حياته الصعبة كان يفتقر لأى رفاهية أو جمال، لكنه لم ير أحداً فنه.. فلم يجد رفاهية أن يبحث عمن يساعده ليشاهد لوحاته الصغيرة الرائعة.
أبوبكر الموهوب بالفطرة.. يعد من الفنانين الأشد فقراً فى العالم على حافة الأحلام، تزوج سيدة بسيطة لأنه يجب ان يتزوج، وقد وجد من ترضى بحاله، أرملة ولديها ثلاثة أطفال أيتام، فكان
هو الأب لهم، يعمل ليل نهار سباكاً ليغطى مصاريفهم ويكسب فيهم الثواب، ولم ينجب هو سوى ولد واحد، فأصبح فى رقبته أربعة أطفال، وماتت زوجته فى سن مبكر، فانقطع لتربية أولادها وابنهما، حتى كبر الجميع، وتزوجوا وانشغل كل منهم بحياته البسيطة وفى لهاثه خلف مطالب الحياة.
فى غرفة مساحتها أقل من الزنزانة، غرفة قذرة كئيبة مليئة بالمخلفات وبكل البقايا، لا شىء فيها جميل أو ينبض بالحياة، سوى تلك اللوحات الملونة التى رسمها أبوبكر فى لحظات التجلى الفنى، التى يهرب فيها من حياته التعسة بخياله، فى تلك الغرفة التى يشبهها بـ«جحر فأر» يقضى أبوبكر
ما تبقى من عمره، وقد أعيته صحته فتوقف عن شغل السباكة، ورأفت بحالة إحدى شركات الأمن، فكلفته بالجلوس أمام إحدى البنايات ليحرسها مقابل جنيهات قليلة لا تسمن ولا تغنى من جوع، وهو يمشى على قدميه طويلاً من غرفته الفقيرة الضيقة الكائنة فى 1 شارع العبور بالكوم الأخضر فى الهرم، إلى حيث يعمل عمله البسيط كحارس.
أبوبكر يحلم بأن يرى أحد لوحاته، ويكتشفه، فيقيم له معرضاً، أو تلتقطه إحدى مكاتب الديكورات، أو مصنع للزجاج الملون، أو أى جهة تهتم بالزخارف والفن ليعمل عملاً شريفاً محترما، ويقضى ما تبقى من أيامه فى هدوء وسعادة.
أبوبكر يحلم بيد حانية وقلوب طيبة، تمنحه غرفة أو شقة بسيطة عوضاً عن جحر الفأر الذى يعيش فيه منتظراً الموت، ويضحك فى سخرية حتى تغرورق عيناه بالدموع، فيمسحها بكمه الممزق المتسخ، وينظر إلىّ ويقول: زارنا النبى يا أستاذة.. بجد هتنشرى لوحاتى.. هو فيه حد ممكن يساعدنى فى الزمن ده».
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق
مصدر الخبر