
اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2019-08-18 17:31:23
أشارت الدراسات إلى أن الجو الأسرى للمتعاطين والمدمنين الذين يتكرر انتكاسهم والذين يرفضون العلاج، ملىء بالمشاحنات والانفصال والطلاق وأن أسرهم فى كثير من الاحوال مفككة متصدعة لا يوجد بين أفرادها تواصل إنسانى وترعرعوا محرومين من السعادة والحب والعطف ولم يشعروا بالأمن. كما أظهرت النتائج أن المدمنين ممن أسيء إليهم بالطفولة كانوا أكثر ميلا لإظهار نزعات تدميرية تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين، إضافة إلى ذلك وجد ارتباط دال بين التعرض للإساءة الجنسية أو البدنية وبين زيادة معدلات الأفكار الانتحارية ومحاولات الانتحار والأفكار ذات النزعة للقتل والحوادث. ويوضح ذلك أن كلا من ادمان المواد المخدرة وإساءة المعاملة بالطفولة لهما أسباب متشابكة، وعلى ذلك فإن البرامج العلاجية لهم يجب أن تراعى ذلك التشابك.
وقد أظهرت بعض الأبحاث الأخرى أن نسبة قسوة الوالد فى تربية الابن دالة لدى مجموعة من مرتادى المصحات العلاجية وضعف الوفاق بين المتورط فى المخدرات وأسرته وقلة الدفء العاطفى بينهم، مما يشير إلى خبرات طفولية غير سعيدة مع أفراد أسرته.
كما أظهرت الأبحاث أن المدمنين ممن أسيء اليهم بالطفولة كانوا أكثر ميلا لإظهار نزعات تدميرية تجاه أنفسهم وتجاه الاخرين، كما وجد ارتباط دال بين التعرض للإساءة الجنسية أو البدنية وبين زيادة معدلات العنف وإساءة معاملة الطفل تعرف بانها اى فعل من جانب أحد الوالدين أو القائمين بالرعاية قد ينتج عنه اصابة أو ضرر خطير للطفل سواء كان هذا الضرر بدنيا أو عاطفيا أو اساءة جنسية أو الفشل فى حماية الطفل من وقوع هذا الضرر.
ويقول الدكتور أحمد جمال ماضى أبوالعزايم، استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان إن الكثير من الأطفال قد يعيشون فى ظروف ضاغطة وهم اطفال ذوو هشاشة عالية وأطفال لديهم مشاكل اجتماعية بيئية (أبناء المناطق العشوائية وابناء المهاجرين والعاطلين) واطفال لديهم مشاكل صحية (الطفل المعوق
– المولود قبل الميعاد – الطفل المريض) أطفال لديهم مشاكل نفسية اجتماعية (الطفل الذى يتعرض للعنف الجسدى – الجنسى- الطفل الذى يعانى اضطرابات سلوكية وانفعالية) وأطفال لديهم مشاكل أسرية (ابوين مطلقين-عائل واحد – زوج أم وزوجة أب) أطفال لديهم آباء مضطربون (أبناء المدمنين – أبناء المراهقين – وأبناء المضطربين عقليا) هؤلاء جميعا قد يعيشون بلا طفولة ممتعة بل يعيشون طفولة مؤلمة.
وما إن يجرب هذا الضعيف المدلل او المعتدى عليه والمهمل المخدرات حتى يرتبط بها هذا الضحية حيث يحقق هذا التعاطى علاجا ذاتيا للآلام التى تحيط بالمدمن وفقده لثقته بنفسه وخوفه من الآخرين. فقد وجد أن تعاطى المخدرات يبدأ فى سن مبكرة ولا تكتشف من الاسرة قبل سنوات وهذا دليل اهمال الاسرة متابعة سلوكيات ابنائهم واحوالهم وصداقاتهم فتكون مسئولية تعاطيه مسئولية الأسرة الجنائية.
ويضيف الدكتور أحمد أبوالعزايم: تمر سنوات طويلة منذ اول تجربة لتعاطى المخدرات وتدريجيا تتحول متعة تعاطى المخدرات إلى ازمة فكارثة، ويحدث الزلزال ويندفع المدمن ضد الاسرة والمجتمع رافضا العلاج ويتحول الضحية إلى مجرم، حيث لم يجد داعما يساعده ويتفهم مشاكله ويعمل على حلها قبل أن يتحول المتعاطى إلى مدمن، وقد يتحول الامر إلى تواطؤ بين الاسرة والمدمن عندما تعجز عن منعه من الاستمرار فى الإدمان فتساعده على التعاطى بإعطائه المال الكافى بدلا من تحوله للسرقة وسرعة انقاذه من القضايا اذا ارتكب جرائم حتى لا تفضح الاسرة امام الآخرين.
إن أى خطة علاج ناجحة وأمينة يجب أن تنظر إلى كل اركان مشكلة الادمان الطبية وتاريخ التعاطى
وانواعه ومدد تعاطى كل مخدر وتاريخه السابق (طفولته ومراهقته وشبابه وحياته الزوجية والعلمية والعملية وكل ما يخص الاسرة والمشاكل الجنائية والاضطرابات العقلية والنفسية والعصبية التى قد تكون اصابته وعمق ارتباطه بالدين. كل ذلك يتم قبل اخذ قرار العلاج، حيث من بين الاحتمالات المختلفة امكانية علاجه بالعيادة الخارجية لعلاج اعراض الانسحاب أو فترة قصيرة بالمستشفى او برنامج تعاف طويل.
ويمر المدمن بعلاجات طبية نفسية عديدة لمساعدته على التخلص من اعراض الانسحاب ولاستقراره بعيدا عن العنف، ثم تبدأ مراحل التعافى بتعرف المدمن على مرضه وآثار هذا المرض ومشكلة الإنكار حيث يتم مناقشته فى اهمية الاعتراف وانه يجب أن يستيقظ من غفوته للخروج من القاع وان يدرك حجم الجنوح ويجرد أخلاقياته ويناقش فى ميله الخفى للانتحار بتعاطى المخدرات لشعوره بالعجز والاضطراب وتوضيح الفخاخ النفسية المحيطة به واهمية التسليم لبرنامج العلاج ودعمه روحانيا ودينيا لعودة المبادئ الروحية وغرس الإيمان والأمل. يستمر البرنامج لمناقشة اضطراب العقل واضطراب الحياة ثم تأتى المرحلة التى يبدأ فيها التهيؤ والاستعداد للتغيير وعودة الإرادة إلى طريقها الصحيح والتعرف على مقومات التعافى.
ويؤكد الدكتور أحمد أبوالعزايم أن ذلك قد يأخذ عدة شهور يكون فيها فى الفترة الاولى بدون خروج من المستشفى ثم يخرج فى رفقة معالج ساعات لزيارة الاسرة ثم يخرج وحده يوما ثم يومين ثم ثلاثة ايام ثالث شهر، ويكون له وزملائه ايام يخرجون سويا للترفيه والعشاء معا لدعم تكون مفهوم المجموعة الممتعة بعيدا عن مجموعة المخدرات وبعد التعافي يكرر زيارته للمستشفى شهرين يومين بليلة مع مروره بعلاج معرفى وسلوكى للتحكم فى الغضب وتنمية مهارات اتخاذ القرار وادارة الوقت وعلاج اسرى وعلاج بالفن والرسم وجلسات للنقاش قبل الاجازات وجلسات للنقاش بعد الاجازات للتعرف على احواله والضغوط التى حدثت وكيفية تعامله معها ومناقشة افضل الأساليب للتعامل معها مستقبلا ومهارات الاسترخاء وعلاج جمعي وبرامج رياضية لبناء قدرات المنافسة مع الآخرين وبرنامج علاج دينى وغيرة من العلاجات التأملية وبرامج لمنع الانتكاس للعلاج الخارجى.
إن علاج الادمان يتطلب وجود فريق علاج مدرب متدين مخلص على أعلى مستوى من الاطلاع والثقافة، وعلى الأسرة حسن اختيار المركز الذى يحقق هذه الاهداف تجنبا لتعرض ابنائهم لعنف غير مبرر او إهمال والالتزام بتعليمات الفريق العلاجى للوصول بالمدمن إلى تغيير حقيقى.
—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق
مصدر الخبر