يلا خبر | صحن الأزهر.. علوم الدنيا والدين ومنبر العقول المستنيرة

ليالى العلم والإيمان والتنور، لن تفوز بها الإ من خلال هذا الصرح العريق الأسطورى فى علوم الدين والدنيا، لا يدخل مؤمن فيه إلا وزاد إيمانًا ولا يدخل عاصٍ له إلا ورأى نور ربه بين تلك العمامات التى تطوف على الشباب تسقيهم أوعية العلم وتزودهم بنور الإيمان لكى يغتنموا فرصة شهر رمضان الكريم، ليتعلموا فيه كل شيء يخص أمور دينهم.

«الوفد» عاش جولة خاطفة فى ليالى رمضان بالجامع الأزهر، الذى يعمل على قدم وساق أكثر من 16 ساعة فى اليوم ما بين الدروس وحلقات الذكر ومسابقات رمضان.

فى صحن الأزهر تجد طلاب العلم الوافدين من كل دولة فى العالم يتناثرون على طرفى المسجد وفى أوسطه، إما للمذاكرة، حيث إنه المكان الأفضل ما بين جميع الأماكن التى يسكنون بها، هدوء وراحة وتركيز لا صوت يعلو فوق صوت القرأن الذى يُتلى والأذان الذى يُرفع لكل صلاة.

كما أن الصحن يكون ساحة كبيرة يلعب فيها الأطفال القادمين مع أهلهم لزيارة هذا الصرح العريق، الذى أصبح واحدًا من أهم المعالم الأثرية للقاهرة بعد التطوير والتجديد الذى حل بها خلال العامين الماضيين، مما يجعله مزاراً سياحياً لكافة طوائف الشعب والعديد من السائحين الأجانب الذين يأتون لالتقاط الصور التذكارية بالجامع الأزهر.

على جنبات الصحن الأزهرى، تجد طلاب العلم يدشنون حلقات الذكر لقراءة القرآن الكريم وحفظه والتذكير ببعض أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم، وتلاوة القرآن بالقرآت المختلفة، فى جو رمضانى

استعراضى يعود للزمن الجميل الذى كان يتجمع فيه علماء الأزهر الأجلاء فى حلقات ذكر تشبه تلك التى يُحييها طلاب الأزهر الوافدين.

واذا تطرقت للداخل حيث مُجمع الصلاة الأساسى، تجد كرسياً كبيرًا فى منتصف الجامع هذا الكرسى لا يخلو ولا يكل ولا يمل من حمل علماء الأزهر لإلقاء الدروس الرمضانية، التى تتعلق بسنن الصيام وفضائل رمضان على مدار اليوم يقوم عالم ليجلس آخر، حتى يمكنوا الناس من الاقتناص من فضائل الشهر الكريم.

وفى جوانب المسجد، تجد الأروقة بمسماها القديم سواء كانت الفاطمية أو العثمانية أو غيرها من الأسماء التى تأخذ ذهنك بعيداً لزمن تستطيع أن تشتم رائحته، ومجلس لا يخلو الذهن منه خاصة وإنه تجمع فيه علماء جددوا وطوروا فى عقول الناس بالدين، وخاضوا معارك مجيدة مع العوام ليجعلوهم منتسبين للدين انتسابًا صحيحًا لا لغط فيه.

وإذا حاولت أن تزور الجامع فى أى وقت من اليوم ستجد كل ما تريده، وتخرج منه بعلم ونور بين يديك، وإيمانًا فى عقلك ويقينًا فى قلبك، فما من ساعة فى اليوم الإ ويقدم فيها الأزهر شيء جديد.

ويقدم الجامع الأزهر العديد من البرامج للتوعية بالأسرة وذلك بتقديم مجموعة من المحاضرات الخاصة بالنساء، يقدمها نخبة من أساتذة هيئة التدريس

بالجامعة ومجموعة من المفتيات بقسم فتاوى النساء بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، يتم خلالها عرض كافة القضايا التى تهم المرأة وما يجب أن تكون عليه على نحو يسهم فى سعادة واستقرار الأسرة وذلك عقب صلاة الظهر.

كما يقدم محاضرة يومية عقب صلاة الظهر للرجال بالظلة العثمانية من خلال نخبة من وعاظ الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية.

ويتميز الجامع الأزهر هذا العام، بتقديم الملتقى الفكرى والفقهى بالتعاون مع هيئة كبار العلماء ونخبة من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر عقب صلاة العصر ويدير الملتقى مجموعة من الشباب، ويبدأ اللقاء بتلاوة قرآنية  لمدة 5  دقائق، ثم يدور الحوار مع اثنين من المحاضرين وفق مجموعة من القضايا الفكرية والفقهية التى تهم الشباب والمجتمع.

كما يُقدم الدروس الليلية التى تتخلل صلاة التراويح التى تصلى بختمة كاملة 8 ركعات برواية حفص عن عاصم، ثم تأتى الموعظة ثم يصلى ١٢ركعة بروايات القرآن السبع .

ويحرص الجامع الأزهر على ختم القرآن الكريم فى صلاة التراويح خلال الشهر، فتجد كل يوم صوت إيمانى عذب يفيض على الناس بقراءة القرآن ويزيدهم هدى على هداهم بفضل صوته الجميل الذى يأخذك بعيدًا عن كل شيء لتتمعن فى كتاب الله وحكمه وعبره.

كما يقدم الجامع الأزهر، برنامج مصور فيديو مع أعضاء من هيئة كبار العلماء، مترجم باللغات الأجنبية المختلفة فى مبادرة غير مسبوقة يذاع على صفحة الجامع.

وحرصًا على تشجيع استحفاظ  القرآن الكريم وخاصة للطلاب الوافدين ولغير الناطقين باللغة العربية، قام رواق القرآن الكريم بإقامة أربع برامج لتحفيظ القرآن على مدة تبدأ من سنة إلى أربع سنوات، وحتى يتسنى للجميع الاستفادة بطريقة منظمة سيتم عمل اختبار تحديد المستوى ووضع الطالب فى البرنامج المناسب له، بالإضافة لبرنامج لتعلم القراءات العشر يُقدم للذين انتهوا من استحفاظ القرآن، وذلك من خلال التنسيق مع لجنة مراجعة المصحف الشريف.