أخبار

يلا خبر | العائدون إلى الله.. القعنبى (1)

اهلا بك عزيزى الزائر فى موقع يلا خبر الآن نقدم لك هذا الخبر الخاص بدولة مصر نرجو ان ينال اعجابك.. والأن مع الخبر
2019-05-07 18:20:21

شاب ضائع يشرب النبيذ ويَقضى ليله ونهاره سكران يصحَب الأحداث من الصبيان والشباب، عاش القعنبى واسمه عبدالله بن مسلمة- حياة اللهو مع أصدقاء السوء فكان لا يتورع عن شرب الخمر فى الطرق بين الناس، ولا يخشى أحدا، وكان يقعد كلَّ يومٍ على باب بيته ينتظر قدوم أصحابه فيتَّفقون فيما بينهم على ما يفعلون فى يومهم، لا غاية ولا هدف لهم إلا قتل الوقت وإهداره.

وفى يوم من هذه الأيام قعد ينتظرهم على باب البيت فمرَّ موكب عظيم من أمامه جذَب نظرَه ,فقام يستكشف الحدث ويتعرَّف على ما غاب عنه من أمرِه، كان صاحب الموكب يَمتطى حماره يسرع به إسراعًا، والناس خلفه يُهرَعون، وحين نظر إليه القعنبى لم يَعرفه، إذ لم يكن الخليفة ولا الأمير، وإنما كان واحدًا غيرهما ربما لم يعهد هو رؤيته، ولم يعرف – فى الحقيقة – أن الواقف أمامه كان نجمًا من نجوم ذلك الزمان، فقد كان عالمًا من علماء الحديث الكبار الذين يَجتمع الناس حولهم ويحفُّون بموكبهم ربما أكثر من الخليفة

والأمير معًا.

تقدَّم الشابُّ ناحية الموكب وتطلَّع فى الوجه الغريب عنه وسأل من حوله

قال أحدهم شعبة, قال من هذا؟

• «وأيُّ شيء شعبة

قال: محدِّث»، لكنَّه قرر أن يكمل الحوار مع الشخص الذى ألهب هذه المشاعر فتبعتْه قلوبها وعيونها وتابعته الآذان.

قال حدثني «ونظر شعبة فرأى شابًّا يرتدى ثوبًا أحمر ويسأله الزئبق الأحمر فقال له على الفَور

ما أنت من أصحاب الحديث فأحدِّثك»، وسمع الشاب الضائع الكلمة فإذا هى تقرَعه برفض طلبه، وما تعوَّد أبدًا على ذلك، فشهر سكِّينه فى وجه شُعبة يهدِّده ويتوعَّده إن لم يحدِّثه ليفعلنَّ به الافاعيل.

أتحدِّثنى أو أجرحك؟ ومَن مثل شعبة ذكاءً وفطنة, فتخيَّر بفراسته من بضاعته ما يُجيب به تهديد الفتى لعله يرتدع، فقال له

«حدَّثَنا منصور عن ربعيٍّ عن أبى مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت),

وأصاب سهمُ شعبة مرماه، فإذا الكلماتُ

تصعق الشابَّ وتهزُّه حتى إنَّه رمى سكِّينه من يده، وعزم على الإقلاع عن ذنبه ومفارقة المعصية، فرجع إلى بيته وطهَّره مما كان فيه، فقام إلى جميع ما كان عنده من الشراب فأراقه، وكسر آنية النبيذ وآلات اللهو، وودَّع رفاق السوء والهوى، وكأنَّما أراد أن يترك رسالة إلى رفاقه بما آل إليه حاله لعلَّهم به يتأسَّون وفى مستقبل زمانهم يرشدون، ولم يشأ أن يلقَاهم أو يقابلهم لئلا يثنوه عن عزمه أو يضعف هو برؤيتهم فيحنَّ إلى صحبتهم فقال لأمِّه: الساعة أصحابى يَجيئون فأدخليهم وقدِّمى الطعام إليهم، فإذا أكلوا فخبِّريهم بما صنعت بالشراب حتى ينصرفوا، ومضى من وقته إلى المدينة يَطلب العلم والهدى، وهناك لزم مالكَ بنَ أنس حتى كان أعظم رواة الموطَّأ، وكانت نسختُه أصح الروايات للموطَّأ عن مالك, وذلك عجيب فإن من بين رواة الموطَّأ جبالًا أمثال محمد بن الحسن إمام الأحناف, ولأن نيَّة الشاب التائب كانت قويَّة وصحيحة، وتوبته كانت صافية ونصوحًا، صار كذلك.

رجع القعنبى بعد فترة من مكثه فى المدينة إلى بلدته، البصرة، فوجد شُعبة قد مات، فلم يسمع منه غير هذا الحديث, و أصبح القعنبى من أشهر محدثى الحديث وأبرز علماء ورواة الأحاديث الثقة، تتلمذ على يده الإمام البخاري، والإمام مسلم، والإمام أبو داود، وتوفى فى عام 221 هـجرية بمكة المكرمة.

[email protected]


—————————————-
إذا نال الخبر إعجابكم فشاركة مع اصدقائك لتعم الفائدة ولكى تدعمنا لنستمر
اذا كان لديكم مقترح اتركه لنا فى تعليق

مصدر الخبر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عطل الاضافة حتى تتمكن من متابعة القراءة